١٣ -
(وَرِضًا بِقَاءِ اللَّه حَجًا ... فَعَلَى مَرْكُوزَتِهِ فَعُجِ)
ورضا بِقَضَاء الله تَعَالَى حجا بِفَتْح الْحَاء مَعَ فتح الْجِيم وَكسرهَا أَي حقيق على كل مُؤمن ليصون بِهِ إيمَانه وَسَائِر طاعاته وبكسرها مَعَ فتح الْجِيم أَي عقل بِحَذْف مُضَاف أَي ثَمَرَته أَو جعله الْعقل مُبَالغَة لِأَنَّهُ سَبَب للسعادة الدِّينِيَّة والدنيوية فَجعله الْعقل الَّذِي هُوَ أشرف مَا منحه الله الْإِنْسَان وَالله علم على الذَّات الْوَاجِب الْوُجُود الْمُسْتَحق لجَمِيع المحامد وَالْقَضَاء هُوَ الحكم بالكليات مجملة فِي الْأَزَل وَالْقدر هُوَ الحكم بِوُقُوع جزيئاتها مفصلة فِيمَا لَا يزَال قَالَ تَعَالَى ﴿وَإِن من شَيْء إِلَّا عندنَا خزائنه وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر مَعْلُوم﴾ وَيقرب من ذَلِك قَول بَعضهم الْقَضَاء إِيجَاد جَمِيع الْمَخْلُوقَات فِي اللّوح الْمَحْفُوظ مجملة وَالْقدر إيجادها فِي الْأَعْيَان مفصّلة قَالَ تَعَالَى ﴿... وَخلق كل شَيْء فقدّره تَقْديرا﴾ أَي فأبرزه على مَا سبق فِي علمه وَيُطلق الْقَضَاء على الْمقْضِي وَمِنْه مَا فِي البُخَارِيّ اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من دَرك الشَّقَاء وَسُوء الْقَضَاء وشماتة الْأَعْدَاء وَهَذَا لَا يجب الرِّضَا بِهِ مُطلقًا بل إِن كَانَ وَاجِبا كالإيمان وَجب الرضاء بِهِ أَو مَنْدُوبًا ندب أَو مُبَاحا أُبِيح أَو مَكْرُوها كره أَو حَرَامًا حرم بِخِلَاف الْقَضَاء بِالْمَعْنَى الأول يجب الرِّضَا بِهِ مُطلقًا فالمقضي عَلَيْهِ بِمَعْصِيَة من كفر أَو غَيره يحرم عَلَيْهِ الرِّضَا بهَا من
1 / 70