39

Munāẓarāt Ibn Taymiyya maʿa fuqahāʾ ʿaṣrih

مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره

Publisher

دار الكتاب العملي

Publication Year

1405 AH

أورثتموها﴾(١) وقوله تعالى: ﴿وأورثكم أرضهم ﴾ (٢) وقوله تعالى : - ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ﴾ (٣).

وأخرج أبو داود أن النبي ﷺ قال: ((أن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم)) ثم يقال بل المراد ارث العلم والنبوة لا المال ، وإذ معلوم أنه كان لداود عليه السلام أولاد كثيرة غير سليمان عليه السلام ، فلا يختص سليمان عليه السلام بماله ، وليس في كونه ورث ماله صفة مدح لهما ، [فإن البر والفاجر يرث أباه، والآية سبقت في مدح سليمان عليه السلام ، وما خص به ، وارث المال من الأمور العادية المشتركة بين الناس ، ومثل ذلك لا يقص علينا لعدم فائدته ].

وكذلك قوله تعالى: ﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ (٤) لأنه لا يرث من آل يعقوب أموالهم ، إنما يرثهم أولادهم وذريتهم .

ثم زكريا عليه السلام لم يكن ذا مال ، إنما كان نجاراً ، ويحيى عليه السلام كان من أزهد الناس.

ابن مطهر : ولما ذكرت أن أباها وهبها فدك، وقال: هاتي شاهداً. فجاءت بأم أيمن فقال: امرأة لا يقبل قولها ، فجاءت بعلي فشهد لهما ، فقال هذا بعلك يجره إلى نفسه .

ابن تيمية : ما هذا بأول افتراء للرافضة(٥) ولا بهتهم، ثم إن فاطمة إن

  1. الزخرف (٧٢/٤٣) راجع تفسير الآية في المختصر لابن كثير (٢٩٦/٣) وتفسير الشيخ الصابوني (١٣٢٨/٢٥).

  2. الأحزاب (٢٧/٣٣).

  3. الأعراف (١٣٧/٧).

  4. مريم (٦/١٩) ومعنى الآية: يرث الشرع والعلم، لأن الأنبياء لا يورثون أموالاً ولا عقاراً، إنما هو العلم والتشريع.

  5. راجع البيضاوي (١٤/٢) بتعرف في اللفظ والعبارة .

  6. الرافضة: (راجع هذه الفرقة في الفرق بين الفرق للبغدادي ص ٢٩ - ٧١ ومروج الذهب للمسعودي (٢٢٠/٣) بتصرف. وأرجو مراجعة كتاب الملل والنحل الشهرستاني والفصل لابن =

39