قَالَ القسيس لَا تَذكرُوا فِي هَذَا الْوَقْت الحَدِيث بل اذْكروا آيَات الْقُرْآن فَقَط
قَالَ الْفَاضِل يثبت من الْآيَات أَيْضا الْأَمْرَانِ الْمَذْكُورَان كَمَا أقررتم بهما أَيْضا فِي كتاب ميزَان الْحق
قَالَ القسيس يعلم من آيَات سُورَة الْبَيِّنَة أَن التحريف لم يَقع قبل زمَان مُحَمَّد ﷺ ثمَّ قَرَأَ من الْفَصْل الثَّالِث من الْبَاب الأول هَذِه الْعبارَة ﴿لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين منفكين حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة رَسُول من الله يَتْلُو صحفا مطهرة فِيهَا كتب قيمَة وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَّا من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَيِّنَة﴾
وَقَالَ يعلم من هَذِه الْآيَات أَن الْيَهُود والمسيحيين حرفوا كتبهمْ بعد ظُهُور مُحَمَّد ﷺ وشروع دَعوته لَا قبلهَا
ثمَّ قَالَ إِن صَاحب الإستفسار الَّذِي تعرفونه أَنه الْفَاضِل آل حسن بَين هَذِه الْآيَة فِي الصفحة ٤٤٨ هكذالم ينعزلوا عَن إعتقاد النَّبِي المنتظر أَو لم يَخْتَلِفُوا وَلم يتفرقوا فِي إعتقاده إِلَّا إِذا جَاءَ هَذَا النَّبِي فَهَذَا الْمَعْنى يُمكن أَن يُقَال أَن التبديل والتحريف لم يقعا فِي بشارات هِيَ آخر الزَّمَان إِلَى ظُهُوره
قَالَ الْفَاضِل التَّحْرِير أَن تَرْجَمَة هَذِه الْآيَات على مَا اخْتَارَهُ جُمْهُور الْمُفَسّرين وأختاره حَضْرَة عبد القادر الْمُحدث الدهلوى فِي تَرْجَمته هَكَذَا ﴿لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب﴾ أَي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين أَي عابدي الْأَصْنَام ﴿منفكين﴾ عَن أديانهم ورسومهم القبيحة وعقائدهم الْفَاسِدَة مثل عدم اعْتِقَاد نبوة عِيسَى ﵇ كَمَا كَانَ الليهود أَو إعتقاد التَّثْلِيث كَمَا كَانَ لِلنَّصَارَى وَنَحْوهمَا ﴿حَتَّى تأتيهم الْبَيِّنَة رَسُول من الله يَتْلُو صحفا مطهرة فِيهَا كتب قيمَة وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب﴾
1 / 99