الجلسة الثَّانِيَة
انْعَقَدت هَذِه الجلسة يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّانِي عشر من رَجَب سنة ١٢٧٠ هـ من الْهِجْرَة وَالْحَادِي عشر من نيسان إبريل الأفرنجي سنة ١٨٥٤ من الميلاد وَقت الصَّباح فِي الْمَكَان الْمَعْهُود وَاجْتمعَ فِيهِ الْخَواص والعوام أَزِيد من الجلسة الأولى
وَكَانَ من حضار تِلْكَ الجلسة اسمت حَاكم صدر ديواني أَي مشير الضبطية وريد حَاكم صدر يُورد أَي مشير النظارة الْمَالِيَّة ووليم حَاكم المعسكر والقسيس وليم كلين والقسيس هارلي وَغَيرهم من أُمَرَاء الإنكليز والمفتى مُحَمَّد رياض الدّين والفاضل أَسد الله قَاضِي الْقُضَاة والفاضل فيض أَحْمد سرشته دَار صدر بورد أَي باشكاتب النظارة الْمَالِيَّة والفاضل حُضُور أَحْمد والفاضل أَمِير الله وَكيل راجه بنارس والفاضل قمر الْإِسْلَام إِمَام الْجَامِع الْكَبِير فِي أكبر أباد والفاضل أمجد على وَكيل الدولة الإنكليزية أَي دعوية ناظرى والفاضل سراج الْحق وَالْكَاتِب خَادِم على مهتم مطلع الْأَخْبَار وَغَيرهم من رُؤَسَاء الْبَلَد من عوام الْمُسلمين والمسيحيين وَالْمُشْرِكين زهاء الف رجل
وَكَانَت الْكتب الدِّينِيَّة أَيْضا بَين أَيدي الْفَرِيقَيْنِ أَزِيد من الجلسة الأولى
فَقَامَ القسيس فندر على آخر سِتّ سَاعَات وَنصف وَأخذ كتاب ميزَان الْحق بِيَدِهِ وتشرع فِي قِرَاءَة الْعبارَات الَّتِي فِيهَا عدَّة آيَات من الْقُرْآن الْكَرِيم من الْفَصْل الأول من الْبَاب الأول لكنه لما كَانَ يغلط فِي قِرَاءَة الْآيَات قَالَ قَاضِي قُضَاة اكتفوا على التَّرْجَمَة لِأَن الْمَعْنى يتبدل بتبدل الْأَلْفَاظ
قَالَ القسيس اعفونا لِأَن هَذَا من قُصُور لساننا والعبارة هَذِه ﴿وَقل آمَنت بِمَا أنزل الله من كتاب وَأمرت لأعدل بَيْنكُم الله رَبنَا وربكم لنا أَعمالنَا وَلكم أَعمالكُم لَا حجَّة بَيْننَا وَبَيْنكُم﴾
1 / 96