فأجبت: على رأسي وعيني، ولكن ماذا يفيد أولادنا فخر الفرزدق بجده مجاشع ذي البول الكثير، وإن كنت أتمنى أن يكون في كل مزرعة واحد مثله، فيغنينا عن السماد ... وإذا قلنا فلنلحق ابن النصرانية بصاحبيه، انتفضت لحى البعض كما كانت لحيته تنفض خمرا حين يدخل على عبد الملك بن مروان! ذكرني جدلهم بسهرات الزناتي خليفة ودياب بن غانم.
هاشوا علينا فخضعنا للأكثرية، وهكذا بقي هؤلاء ثلاثتهم عملا بالمادة 6 و6 المكررة.
ويطل علينا أبو جوان، دنجوان العرب، ابن أبي ربيعة؛ فتنبسط أسرة طلابنا، ولكن المعلم مكعوم لا يدري ما يقول، وإذا كان في صفه بنات يمشي تلغراف العيون اللاسلكي ... واصبر يا أيوب ...
ولا تفرغ جعبة آرائنا حتى يطل بشار ابن قريش العجم، فيقول ما يشاء ولا يستحي، والحياء في النظر يستلهم محيطا خصبا وحضارة لا بأس بها، تمده نفس ذات فن أصيل على قذارتها، ثم يقبل الشاعر الماجن أبو نواس، فنصطدم بشذوذه الصريح، وإن كان يحل العقد المحكمة الربط بلباقة المشعوذ وخفة البهلوان.
إن الشوارع تغني أولادنا عن تعلم آمالي أبي نواس.
ويعاودنا الضجر حين نبلغ أبا تمام والبحتري.
سألني تلميذ - ولعله خبيث: لماذا كان البحتري يبيع غلامه ثم يحاول استرداده؟
فقلت له تهربا: لم أكن قاعدا في فكره.
فضحك التلاميذ ونجوت أنا.
ولا نتنفس قليلا إلا في واحة ابن الرومي؛ حيث نرى نفسا معقدة؛ فنشغل بحلها وننسى فصاحتنا المعهودة.
Unknown page