ثم دعى أبا عبيدة ابن الجراح فخرج في ذلك فلما رجع بعث إليه بألف دينار فقال أبو عبيدة: إني لم أعمل لك يا ابن الخطاب إنما عملت لله ولست آخذ على ذلك شيئا من المخلوقين فقال: قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياء بعثنا لها فكرهنا ذلك فأبى ذلك علينا فاقبلها أيها الرجل فاستعن بها على دينك ودنياك فقبلها أبو عبيدة.
ثم إن عمرو بن العاص ندم على ما كتب إلى عمر في حمله في البحر إلى المدينة وقال: إن فعلت هذه خربت مصر ونقلها عمر إلى المدينة.
فكتب عمرو إلى عمر: إني نظرت في أمر البحر فإذا هو أمر عسر لا يلتئم لي ما ذكرت لك يا أمير المؤمنين من الحمل فيه ولا يستطاع، وإن مغل مصر لا يفي بذلك وأخاف الضيق على أهل مصر.
فكتب إليه عمر: إلى العاصي بن العاصي قد بلغني كتابك تعتل في الذي كتبت إلي فيه من أمر البحر، وأيم الله لتفعلن ما كتبت من الحمل في البحر أو لأقلعنك بأذنك ولأبعثن إليك من يفعل بك الأفاعيل.
فعرف عمرو أنه الجد من عمر بن الخطاب، ففعل وبعث إليه عمر لا تدع بمصر شيئا من طعامها وحبوبها حتى بصلها وعدسها وخلها إلا بعثت إلينا منه.
Page 99