86

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Publisher

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

يحيونك بالتحية التي تحيَّى بها، رغبة عن دينك. فدعاهم النجاشي. فلما حضروا صاح جعفر بن أبي طالب بالباب "يستأذن عليك حزب الله" فقال النجاشي: مروا هذا الصائح فليعد كلامه. ففعل. قال: نعم. فليدخلوا بإذن الله وذمته. فدخلوا ولم يسجدوا له. فقال: ما منعكم أن تسجدوا لي؟ قالوا: إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان. فبعث الله فينا نبيا صادقًا. وأمرنا بالتحية التي رضيها الله. وهي " السلام " تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي أن ذلك حق، وأنه في التوراة والإنجيل. فقال: أيكم الهاتف يستأذن؟ فقال جعفر: أنا. قال: فتكلم. قال: إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم. وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي. فأمُرْ هذين الرجلين فليتكلم أحدهما، فتسمع محاورتنا. فقال عمرو لجعفر: تكلم. فقال جعفر للنجاشي: سله، أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيدًا أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم. فقال عمرو: بل أحرار كرام. فقال: هل أهرقنا دمًا بغير حق فيقتص منا؟ قال عمرو: ولا قطرة. فقال: هل أخذنا أموال الناس بغير حق، فعلينا قضاؤها؟ فقال عمرو: ولا قيراطًا. فقال النجاشي: فما تطلبون منهم؟ قال: كنا نحن وهم على أمر واحد،

1 / 90