يا رب لا أرجو لهم سواكا ... يا رب فامنع منهمو حماكا
إن عدو البيت من عاداكا ... فامنعهمو أن يخربوا قراكا
وقال أيضا:
لا هُمَّ إن المرء يمنع رحله ... وحلاله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم ... ومحالهم غدوا محالك
جرّوا جموع بلادهم ... والفيل كي يسبوا عيالك
إن كنت تاركهم وكعب ... تنا فأمْرٌ ما بدا لك
ثم توجه في بعض تلك الوجوه مع قومه. وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول. وعبأ جيشه. وهيأ فيه. فأقبل نفيل إلى الفيل. فأخذ بأذنه. فقال: ابرك محمود. فإنك في بلد الله الحرام. فبرك الفيل، فبعثوه فأبى. فوجهوه إلى اليمن، فقام يهرول. ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك. ووجهوه إلى المشرق ففعل ذلك. فصرفوه إلى الحرم فبرك. وخرج نفيل يشتد حتى صعد الجبل، فأرسل الله طيرا من قبل البحر مع كل طائر ثلاثة أحجار. حجرين في رجليه وحجرًا في منقاره. فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم. فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك. وليس كلَّ القوم أصابت. فخرج البقية هاربين يسألون عن نفيل ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فماج بعضهم في بعض. يتساقطون بكل طريق، ويهلكون على كل منهل. وبعث الله على أبرهة داء في جسده. فجعلت تساقط أنامله حتى انتهى إلى صنعاء وهو مثل الفرخ. وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك.
. . . . . . . . . .
1 / 58