192

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Publisher

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

القوم بي رحما، وإني جئت في حاجة، فلا أرجعن خائبا. اشفع لي إلى محمد. فقال: قد عزم رسول الله ﷺ على أمر، ما نستطيع أن نكلمه فيه. فقال لفاطمة: هل لك أن تأمري ابنك هذا، فيجير بين الناس. فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ فقالت: ما يبلغ ابني ذلك. وما يجير أحد على رسول الله ﷺ. فقال: يا أبا الحسن، إني رأيت الأمور قد اشتدت علي، فانصحني. قال: والله ما أعلم شيئا يغني عنك، ولكنك سيد بني كنانة، فقم وأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك. فقال: أوترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لا، والله ما أظنه، ولكن ما أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: يا أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره، وانصرف عائدا إلى مكة. فلما قدم على قريش قالوا: ما وراءك؟ قال: جئت محمدا فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا. ثم جئت ابن أبي قحافة. فلم أجد فيه خيرا. ثم جئت عمر بن الخطاب، فوجدته أدنى العدو - يعني: أعدى العدو - ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم. وقد أشار علي بكذا وكذا. ففعلت. قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك، والله إن زاد الرجل على أن لعب بك. وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز، وقال: «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش، حتى نبغتها في بلادها» .

1 / 196