125

Mukhtasar Sifat Safwa

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Sufism

وعن ابراهيم بن اسماعيل بن خلف قال كان احمد بن نصر خلى فلما قتل في المحنة وصلب اخبرت ان الرأس يقرأ القرآن فمضيت وبت بقرب من الرأس مشرفا عليه وكان عند رجالة وفرسان يحفظونه فلما هدات العيون سمعت الرأس يقرأ الم احسب الناس ان يتركون ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون سورة العنكبوت اية 1-2. فاقشعر جلدي ثم رايته بعد ذلك في المنام وعليه السندس والاستبرق وعلى راسه تاج فقلت ما فعل الله بك يا اخي قال غفر لي وادخلني الجنة الا اني مغموما ثلاثة أيام قلت ولم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بي فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني فقلت بعد ذلك يا رسول الله قتلت على الحق او على الباطل فقال انت على الحق ولكن قتلك رجل من أهل بيتي فاذا بلغت اليك استحيي منك وعن ابراهيم بن الحسن قال راى بعض اصحابنا احمد بن نصر في النوم بعد ما قتل فقال له ما فعل الله بك قال ما كانت الا غفوة حتى لقيت الله عز وجل فضحك الي رحمه الله.

ابو محمد الطيب بن اسماعيل ويعرف بابي حمدون الدلال

كان احد القراء المشهورين والزهاد الصالحين.

عن ابي العباس احمد بن مسروق قال سمعت ابا حمدون المقرىء يقول صليت ليلة فقرات فأدغمت حرفا فحملتني عيني فرأيت كأن نورا قد تلبب بي وهو يقول لي بيني وبينك الله قال قلت من انت قال انا الحرف الذي ادغمتني. قال قلت لا اعود فانتبهت فما عدت ادغم حرفا.

ان ابا حمدون الطيب بن اسماعيل كف بصره فقاده قائده ليدخله المسجد فلما بلغ المسجد قال له قائده يا استاذ اخلع نعليك قال يا بني لم اخلعهما قال لان فيهما اذى فاغتم ابو حمدون وكان من عباد الله الصالحين فرفع يده ودعا بدعوات ومسح بها وجهه فرد الله إليه بصره ومشى .

كان لابي حمدون صحيفة فيها مكتوب ثلثمائة من اصدقائه قال وكان يدعو لهم كل ليلة فتركهم ليلة فنام فقيل له في نومه يا ابا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة قال فقعد واسرج واخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ.

Page 126