ووقع في "الجوهر المنضد": "محمد بن حسن ... " ولقبه: "شمس الدين"! وهذا خلاف ما أجمعت عليه مصادر ترجمته، ولعله تحريف إما من ناسخ الكتاب أو مؤلِّفه، بدليل ما نقله المؤلفُ نفسُه عن ابن قاضي شُهْبَة في "تاريخه".
قال ابنُ المَبْرَد: ""اسْبَا سلار" اسمٌ أعجمي ذكره الشيخ تقي الدين الجُراعي في "شرح التسهيل" مثل بهاء الدين ونحوه" اهـ
ولد المؤلف بالشام في مدينة بَعْلَبَكّ كما قال ابن ظهيرة، ولم ينص أحدٌ على تاريخ ولادته إلا الحافظ ابن حجر، فإنه قال في "إنباء الغمر": "ولد سنة أربع عشرة وسبع مئة".
وتوجَّه أبو عبد الله للطلب مبكِّرًا؛ إذ أخذ عن الشيخ المحدِّث المؤرِّخ قطب الدين أبي الفتح اليونيني، بَلَدِيِّه، المتوفى سنة (٧٢٦)، بل أكثر عنه، فإن صحَّ ما قاله الحافظ ابن حجر في تاريخ ولادته، فإنه يكون قد لازم اليونينيَّ وهو دون العاشرة!
وقد سمَّى لنا ابنُ ظهيرة بعضَ مرويَّاته عن اليونيني، فذكر "جزء مطَيَّن" عن ابن رواح، و"جزءًا من حديث ابن زبر" قال: وغيرهما.
كما سمع - أيضًا - من جماعة من شيوخ بلده وغيرهم، فسمع من الحجَّار المُسْنِد المتوفى (٧٣٠)، وتفقَّه بابن عبد الهادي ت (٧٤٤)، وابن القيم ت (٧٥١) وكتب بخطِّه كثيرًا من العلم.
ويبدو أنه بدأ بسماع الأجزاء والعوالي ليدرك عُلوِّ الأسانيد ومشايخ الرِّواية، على طريقة العلماء في ذلك، ثم توجَّه إلى الفقه، فتفرَّغ له فَبَرَع فيه. وقد أثنى عليه العلماء - كما سيأتي - ووصفوه بالإمامة في الفقه
1 / 16