Mukhtasar Qiyam Layl

al-Maqrizi d. 845 AH
87

Mukhtasar Qiyam Layl

مختصر قيام الليل

(1) الترجيع : ترديد القراءة 148 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا بقية ، حدثني حصين بن مالك ، قال : سمعت شيخا يكنى أبا محمد وكان قديما يحدث عن حذيفة بن اليمان Bه قال : قال رسول الله A : « اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ولا تقرءوا القرآن بلحون أهل العشق وأهل الكتابين ، فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز (1) إيمانهم حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم » وقال أبو الدرداء Bه : « إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ، يسرعون بقراءته ، فإنما مثل أولئك كمثل الكنة ، لا أمسكت ماء ولا أنبتت كلأ » وقال ابن جريج : قلت لعطاء : « القراءة على الغناء قال : وما بأس ذلك » وعن عبيد بن عمير : كان داود النبي عليه السلام « يأخذ العزفة فيضرب بها ، ثم يقرأ عليها يردد بها صوته ، يريد بذلك أن يبكي ويبكي » وقرأ رجل عند الأعمش ، فرجع قرأ بهذه الألحان ، فقال الأعمش : « قرأ رجل عند أنس نحو هذا فكرهه » وسمع عمر بن عبد العزيز C رجلا يتشدق في القراءة ويتنطع فيها فكره ذلك . وفي رواية : قرأ عند عمر بن عبد العزيز رجل فأعجبت قراءته عمر : فقال له : إن خف عليك أن تأتينا فافعل ، قال : نعم ، فلما ولى رجع ، فقال : « أصلحك الله ، والله ما قرأت عليك إلا بلحن واحد من ألحاني ، وإني لأقرأ بكذا وكذا لحنا ، فقال له عمر : أو إنك لمن أصحاب الألحان اخرج لا تأتنا » وسمع سعيد بن المسيب C رجلا يقرأ فيما بين المغرب والعشاء قراءة فيها طرب ، فقال للغلام : اذهب إلى هذا المغني فمره ليحتبس صوته ، فذهب فإذا هو عمر بن عبد العزيز C فرجع إليه فأخبره ، فقال سعيد : « دعه فإنه من خير فتيانهم » وعن ابن عون C : سئل محمد عن هذه الأصوات بالقراءة ، فقال : « هي محدثة »

__________

Page 190