Mukhtasar Qiyam Layl

al-Maqrizi d. 845 AH
74

Mukhtasar Qiyam Layl

مختصر قيام الليل

(2) الفسطاط : بيت من شعر ، وضرب من الأبنية ، والجماعة من الناس 126 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرني يحيى بن سعيد ، عن شرحبيل بن سعد ، أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث قال : أقبلنا مع رسول الله A من الحديبية حتى إذا كنا بالسقيا ، قام رسول الله A إلى جنبه ، فصلى العتمة ، ثم صلى ثلاث عشرة سجدة نوع ثالث من صلاة رسول الله A 127 - حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة ، أن سعد بن هشام بن عامر ، أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة ، فأراد أن يبيع عقارا بها فيجعله في السلاح والكراع يجاهد الروم حتى يموت . فلما قدم المدينة أتى أناسا من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا في حياة رسول الله A فنهاهم عن ذلك نبي الله A وقال : « أليس لكم في أسوة ؟ » ، فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها ، فأتى ابن عباس Bه ، فسأله عن وتر رسول الله A . قال ابن عباس Bه : ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله A ؟ قال : من ؟ قال : عائشة Bها . إيتها فسلها . ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك ، قال : فانطلقت إليها ، فأتيت على حكيم بن الأفلح فاستحلفته إليها فجاء فانطلقنا إلى عائشة Bها . فاستأذنا عليها . فأذنت لنا فدخلنا عليها فقالت : أحكيم ؟ وعرفته ، قال : نعم ، قالت : فمن معك ؟ قال : سعد بن هشام . قالت : من هشام ؟ قال : ابن عامر . فترحمت عليه . وقالت : خيرا . قال قتادة : وكان أصيب يوم أحد فقلت لها : يا أم المؤمنين ، أنبئيني عن خلق رسول الله A ؟ قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى . قالت : « فإن خلق نبي الله A كان القرآن . قال : فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت ، ثم بدا (1) لي ، فقلت : أنبئيني عن قيام رسول الله A . قالت : ألست تقرأ : يا أيها المزمل ؟ قلت : بلى . قالت : فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام النبي A وأصحابه حولا (2) وأمسك خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا (3) بعد الفريضة . قلت : يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله A . قالت : كنا نعد له سواكه وطهوره ، فيبعثه الله متى شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة ، فيذكر الله ، ويحمده ، ويدعوه ، ثم يسلم تسليمة يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم . وهو قاعد . فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني . فلما أسن (4) نبي الله A وأخذ اللحم أوتر بسبع وصنع الركعتين مثل صنيعه الأول فتلك تسع يا بني ، وكان نبي الله إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليه ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة . ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن في ليلة ، ولا صلى ليلة إلى الصبح ، ولا صام شهرا كاملا غير رمضان » فانطلقت إلى ابن عباس Bه فحدثته حديثها . فقال : صدقت ، لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به . قلت : لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها . وفي رواية : كان يصلي ثلاث عشرة ركعة ، تسعا قائما واثنتين جالسا ، واثنتين بين الأذان والإقامة

__________

(1) بدا : وضح وظهر

(2) الحول : العام أو السنة

(3) التطوع : هو فعل الشيء تبرعا من نفسه واختيارا دون إجبار

Page 161