[٥٣] أَحْمد [بن مُحَمَّد] بن سعيد أَبُو الْعَبَّاس، الْهَمدَانِي يعرف ب " ابْن عقدَة ".
قَالَ ابْن عدي: كَانَ صَاحب معرفَة وَحفظ، ومقدم فِي هَذِه الصِّنَاعَة، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت مَشَايِخ بَغْدَاد مسيئين الثَّنَاء عَلَيْهِ.
سَمِعت أَبَا بكر ابْن أبي غَالب يَقُول: ابْن عقدَة لَا يتدين بِالْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يحمل شُيُوخًا بِالْكُوفَةِ على الْكَذِب، يُسَوِّي لَهُم نُسْخَة وَيَأْمُرهُمْ أَن يرووها ﴿فَكيف يتدين الحَدِيث وَهُوَ يعلم أَن هَذِه النّسخ هُوَ دَفعهَا إِلَيْهِم ثمَّ يَرْوِيهَا عَنْهُم؟﴾ وَقد تَبينا ذَلِك مِنْهُ فِي غير شُيُوخ الْكُوفَة.
قَالَ: وَسمعت مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي يَقُول: كتب إِلَيْنَا أَنه قد خرج شيخ بِالْكُوفَةِ عِنْده نسخ الْكُوفِيّين، فقدمنا عَلَيْهِ، وطالبناه بأصول مَا يرويهِ، فَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي أصل، إِنَّمَا جَاءَنِي ابْن عقدَة بِهَذِهِ النّسخ، فَقَالَ: ارويها يكون ذكر ويرحل إِلَيْك أهل بَغْدَاد فيسمعونه مِنْك ﴿﴾
قَالَ: وَكَانَ من الْمعرفَة وَالْحِفْظ بمَكَان وَقد رَأَيْت فِيهِ مجازافات فِي رِوَايَته.
قَالَ: وَكَانَ مقدما فِي الشِّيعَة، وَلم أجد بدا من ذكره؛ لِأَنِّي شرطت أَن أذكر كل من تكلم فِيهِ مُتَكَلم وَلَا أحابي، وَلَوْلَا ذَلِك لم أذكرهُ للفضل الَّذِي كَانَ فِيهِ والمعرفة.
وَسمعت ابْن مكرم يَقُول: [كَانَ] ابْن عقدَة مَعنا فِي بَيت، وَوضع [ابْن عُثْمَان المري] بَين أَيْدِينَا كتبا كَثِيرَة، فَنزع ابْن عقدَة سراويله وملأه من كتب الشَّيْخ سرا مِنْهُ وَمنا، فَلَمَّا خرجنَا قُلْنَا لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: دَعونَا من ورعكم.
وَقَالَ عَبْدَانِ: ابْن عقدَة قد خرج من مَعَاني أَصْحَاب الحَدِيث، وَلَا يذكر حَدِيثه مَعَهم، وَتكلم فِيهِ مطين بِأخرَة.
[٥٤] أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن مُصعب بن بشر بن فضَالة، أَبُو بشر الْمروزِي.
حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير، وَرَأَيْت مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الدغولي ينْسبهُ إِلَى
1 / 114