وَكَلَام ابْن معِين فِيهِ تحامل، وَأما " سوء ثَنَاء " النَّسَائِيّ / عَلَيْهِ فَسمِعت مُحَمَّد ابْن هَارُون بن حسان البرقي يَقُول: هَذَا الْخُرَاسَانِي - يَعْنِي النَّسَائِيّ - يتَكَلَّم فِي أَحْمد بن صَالح ﴿حضرت مجْلِس أَحْمد بن صَالح وطرده من مَجْلِسه، فَحَمله ذَلِك على أَن تكلم فِيهِ، وَهَذَا أَحْمد بن حَنْبَل قد أثنى عَلَيْهِ، وَالْقَوْل فِيهِ مَا قَالَ أَحْمد، لَا مَا قَالَه غَيره، وَحَدِيث " الدّين النَّصِيحَة " الَّذِي أنكرهُ النَّسَائِيّ عَلَيْهِ قد رَوَاهُ عَن ابْن وهب: يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، وَرَوَاهُ عَن مَالك: مُحَمَّد بن خَالِد بن عَثْمَة ومعن بن عِيسَى وَأحمد بن مخشي الْأنمَاطِي، وَرُوِيَ عَن الثَّوْريّ كروايتهم، فَلَا يُؤثر قَول النَّسَائِيّ فِيهِ، وَلَا إِنْكَاره عَلَيْهِ يُسَاوِي شَيْئا، وَأحمد بن صَالح من جلة النَّاس، وَذَلِكَ أَنى رَأَيْت جمع أبي مُوسَى الزَّمن فِي عَامَّة مَا جمع من حَدِيث الزُّهْرِيّ يَقُول: كتب إِلَيّ أَحْمد بن صَالح نَا عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ. وَلَوْلَا أَنِّي شرطت فِي كتابي [هَذَا] أَن أذكر فِيهِ كل من تكلم فِيهِ مُتَكَلم لَكُنْت أجل أَحْمد بن صَالح أَن أذكرهُ.
[٢٢] أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب أَبُو عبيد الله، ابْن أخي ابْن وهب.
قَالَ ابْن عدي: رَأَيْت شُيُوخ مصر الَّذين لحقتهم مُجْمِعِينَ على ضعفه.
وَمن كتب عَنهُ من الغرباء غير أهل بَلَده لَا يمتنعون من الرِّوَايَة عَنهُ، وَحَدثُوا عَنهُ، مِنْهُم: أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ، وَأَبُو حَاتِم فَمن دونهمَا.
وَسَأَلت عَبْدَانِ عَنهُ، فَقَالَ: كَانَ مُسْتَقِيم الْأَمر فِي أيامنا.
وَكَانَ أَبُو الطَّاهِر بن السَّرْح يحسن فِيهِ القَوْل.
وكل من ينْفَرد عَن عَمه بِشَيْء فَذَلِك الَّذِي ينْفَرد بِهِ وجدوه عِنْده.
وَقَالَ هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي [- لِأَحْمَد هَذَا -]: جَاءَنِي أَصْحَاب الحَدِيث، فسألوني عَنْك، فَقلت لَهُم: إِنَّمَا يسْأَل أَبُو عبيد الله عَنَّا، لَيْسَ نَحن نسْأَل عَنهُ﴾ هُوَ الَّذِي كَانَ يستملي لنا عِنْد عَمه، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يقْرَأ على عَمه.
وكل مَا أنكروه عَلَيْهِ فمحتمل، وَإِن لم يروه عَن عَمه غَيره، وَلَعَلَّه خصّه بذلك.
[٢٣] أَحْمد بن بديل بن قُرَيْش بن الْحَارِث الأيامي، الْكُوفِي، قاضيهم.
1 / 107