11

Mukhtasar Kabir

المختصر الكبير في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Investigator

سامي مكي العاني

Publisher

دار البشير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٣م

Publisher Location

عمان

فنحلُب ونشربُ، وَمَا يحلُب إنسانٌ قَطْرة لبنٍ، وَمَا يجدهَا فِي ضَرع، حَتَّى كَانَ الحاضرُ من قَوْمنا يَقُولُونَ لرعاتهم: ويْلَكم اسرَحوا حَيْثُ يَسرَحُ راعي بنت أبي ذُؤَيب [فتروح أغنامهم جياعًا مَا تَبِضّ بقطرة لبنٍ، وَتَروح غنمي شِباعًا لَبَنًا] . وأرضعتْ مَعَه [ﷺ] ابنَ عمِّه أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بلبَن ابْنهَا / ٤ و. عبد الله أخي أُنيَسةَ، وَقيل: حُذَافة وَهِي الشَّيماء، أَوْلَاد الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن رِفَاعَة السَّعْدِيّ. وَقد قيل: إِنَّه أسلم، والشَّيماء هِيَ الَّتِي كَانَت تَحضُنُ رَسُول الله [ﷺ] مَعَ أُمِّها وتُوَرّكه، وَهِي الَّتِي قدِمتْ عَلَيْهِ فِي وَفد هَوازن. وَكَانَ حَمزةُ عمُّ رَسُول الله [ﷺ] مُستَرضَعًا لَهُ فِي بَني سَعْد بن بَكْر، فأرضعت أمُّه رَسُول الله [ﷺ] يَوْمًا وَهُوَ عِنْد أُمِّه حليمة، وَكَانَ حمزةُ رضيعَ النبيِّ [ﷺ] من وَجْهَيْن، من جِهَة ثُويْبَة، وَمن جِهَة السَّعْديّة. وَعند حليمة شُقَّ صَدره [ﷺ] . ومُلئ حكمةَ وإيمانًا، وَرُوِيَ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: كَانَ يشبُّ فِي الْيَوْم شبابَ الصبيِّ فِي شهرٍ، فَلَمَّا شبّ ردّته إِلَى أمِّه وَهُوَ ابْن خمس سِنِين وشهرٍ، وَقيل: أَربع سِنِين، وَقيل: سنتَيْن وشهرٍ. وقدمت حليمةُ على رَسُول الله [ﷺ] مكةَ وَقد تزوجّ خديجةَ، فشكَتْ إِلَيْهِ

1 / 25