150

Mukhtaṣar Iẓhār al-Ḥaqq

مختصر إظهار الحق

Editor

محمد أحمد عبد القادر ملكاوي

Publisher

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

فمن عهد رسول الله ﷺ عندما كان مشركو العرب في غاية العداوة له وفي غاية الحرص على إبطال دعوته وإلى وقتنا الحاضر لم يستطع أحد معارضة القرآن ولو بمقدار أقصر سورة من مثله رغم توافر الدواعي.
فهذه الأخبار السابقة وأمثالها في القرآن الكريم تدل على أنه كلام الله تعالى؛ لأن سنة الله جارية على أن مدعي النبوة لو كذب على الله لا يخرج خبره صحيحا، بل ويفضحه الله ويظهر كذبه للناس.
الأمر الرابع: أنه ورد في القرآن الكريم أخبار القرون السالفة والأمم الهالكة، ومعلوم أن محمدا ﷺ كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يشتغل بمدارسة مع العلماء، وأنه نشأ بين قوم يعبدون الأصنام، ولا يعرفون الكتاب، وليس لديهم شيء من العلوم العقلية، وأنه لم يغب عن قومه غيبة يمكن له فيها التعلم من غيرهم، والمواضع التي خالف فيها القرآن الكريم كتب أهل الكتاب في بيان بعض القصص والحالات هي مخالفة قصدية لبيان الحق الذي انحرف عنه أهل الكتاب؛ لأنهم فقدوا النسخ الأصلية لكتبهم، والذي بين أيديهم فاقد للسند المتصل، وفاقد لصفة الوحي والإلهام، قال تعالى في سورة النمل آية ٧٦: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [النمل: ٧٦]
الأمر الخامس: أنه ورد في القرآن الكريم كشف أسرار المنافقين، حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان الله تعالى يطلع

1 / 158