============================================================
حميدة وأخلاق فاضلة، وأدب جم، وعلم واسع، وبخاصة في علم الفقه وأصول الشهادة.
فلقي الطحاوي حظوة عظيمة لدى القضاة، حتى عدله بعضهم بعدد من الشهود، وأصبح محسودا، لاجتماع المنقبتين في شخصيته.
قال ابن خلكان: اثم عدله (أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي).. وكان الشهود ينفسون عليه بالعدالة، لئلا تجتمع له رياسة العلم وقبول الشهادة، وكان جماعة من الشهود قد جاوروا بمكة في هذه السنة، فاغتنم أبو عبيد غيبتهم، وعدل أبا جعفر بشهادة أبي القاسم المأمون، وأبي بكر بن سقلاب"(1).
كما استحق الطحاوي بحسن أدائه للشهادة، وتأدبه في الحديث لمن فوقه - تقدير علية القوم.
اقال الطحاوي: كانت لأبي الجيش شهادة فأمر بإحضار الشهود وكان كلما كتب كاتب شهادته يقراها الأمير.
ويكتب الشاهد: (أشهدني الأمير أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون مولى آمير المؤمنين على نفسه) فلما وصلت النوبة إلي كتبت : (شهدت على اقرار الأمير أبي الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين أطال الله بقاءه وأدام عزه وأعلاه) فلما قرأها، قال للقاضي: من هذا؟ قال: كاتبي، قال: أبو من؟ قال: أبو جعفر. فقال لي: وأنت يا أبا جعفر فأطال الله بقاءك وأدام عزك وأعلاك"(2).
يتضح من خلال هذا العرض: الاحترام والإجلال الذي كان يحاط به الطحاوى، وكذلك يتبين أن قبول الشهادة يعدل النبوغ في العلم والرياسة فيه. إذ (1) وفيات الأعيان، 72/1.
(2) ملحق الولاة والقضاة، ص 517.
Page 61