84

Mukhtasar Basair

مختصر بصائر الدرجات

Edition Number

الأولى

Publication Year

1370 AH

Genres

أهل الباطل والظاهر منها فروعهم ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في امر أو نهي وإنما يتقبل الله من العباد العمل بالفرايض التي افترضها على حدودها مع معرفة من جاءهم بها من عنده ودعاهم إليه فأول ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما افترض فيما يقربه ممن لا طاعة له وانه من عرف أطاع ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر إنما حرم الله الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا ولا يكون الأصل والفرع و (*) باطن الحرام حرام وظاهره حلال ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر وكذلك لا يستقيم ان يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام ولا جميع حرمات الله ولا شعاير الله وان تترك بمعرفة الباطن لان باطنه ظهره ولا يستقيم واحد منهما الا بصاحبه إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه حرام خبيث إنما يشبه الباطن بالظاهر من زعم أن ذلك انها المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك وذلك لم يعرف ولم يطع وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه يقبل ذلك منه ولا يقبل ذلك منك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة والخير قل أو كثر بعد أن لا تترك شيئا من الفرايض والسنن الواجبة فإنه مقبول منك مع جميع اعمالك وأخبرك انه من عرف أطاع فإذا عرف صلى وصام وزكى وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها واجتنب سيئها ومبتدأ كل ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله والنبي " ص " أصله وهو أصل هذا كله لأنه هو جاء به ودل عليه وأمر به ولا يقبل الله عز وجل من أحد شيئا منه الا به فمن عرفه اجتنب الكباير وحرم الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن وحرم المحارم كلها

Page 84