المقَدّمَة
[في فضل العلم والعبادة]
قال الإِمامُ الهُمَامُ، حُجَّةُ اللَّهِ تعالى على أهلِ الإِسلام: محمدُ بن محمدِ بن محمدِ الغَزَالِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالی ونفعنا به :
(اعلم أنَّ العِلْمَ والعبادَةَ جَوْهرانِ لَأَجْلِهِمَا كان كلُّ ما تَرَى وتَسْمَعُ مِنْ تَصْنِيفِ المُصَنِّفِين، وتَعْلِيم المُعَلِّمين، ووَعْظِ الواعِظين، ونَظَرِ النَّاظِرِين، بل لأَجْلِهِما أُنْزِلَتِ الكُتُبُ، وَأُرْسِلَتِ الرُّسُلُ، وَلَأَجْلِهِما خُلِقَتِ السَّماواتُ والأرضُ وما فيهما، فتأمَّلْ آيَتَيْنِ في كتابِ الله تعالى :
(إحداهما) قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا﴾(١)، وَكَفَى بِهَذِهِ الآيةِ دليلاً على شَرَفِ العِلْم، ولا سِيَّما عِلْمُ التَّوْحِيدِ.
(الثّانيةُ) قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(٢)،
(١) سورة الطلاق: الآية ١٢ .
(٢) سورة الذاريات: الآية ٥٦.