في ذكر الحيات والقعود ثم يقرأ التحيات في القعود، وهي سنة، والقعود فرض في الصلاة، قال الله تعالى: { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } * فإذا قعد للتحيات قال: التحيات المباركة لله، والصلوات الطيبات، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وقد تمت التحيات، ويدعو عند الفراغ يقول: أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون* وأشهد لله بما شهد به لنفسه، وشهدت له به ملائكته وكتبه ورسله، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه عبده ورسوله، ويستغفر لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات، ويسأله النجاة من النار والدخول في رحمته ويسلم، ومن ترك القعود في الصلاة متعمدا من غير عذر فسدت صلاته، وإن ترك قراءة التحيات متعمدا فسدت صلاته، وإن كان ناسيا فلا فساد عليه، حتى ينسى أكثر من نصف التحيات، وقد قيل إنه إذا وصل إلى الطيبات ثم أحدث حدثا فلا فساد عليه في العمد والخطأ، ولا في الإحداث وفي في النسيان إذا بلغ إلى »الطيبات« من قراءة التحيات، والتحيات هي الملك لله، والتحيات أيضا قيل إنها الملك، والمدح هو المجد، والمجد هو الثناء، ومن أحدث حدثا ولم يقرأ منها غير قوله التحيات، فقد تمت صلاته ولا فساد عليه، وإن كان خلف الإمام فلا فساد عليه مع الحدث وتفسد صلاته في ترك التحيات على العمد، ولا فساد عليه في النسيان حتى ينسى أكثرها في الصلاة، والتسليم هو تحليل الصلاة بالرواية الواردة عن النبي - عليه السلام - أنه قال: »تحريمها التكبير وتحليلها التسليم«، فالتسليم في تحليل الصلاة أي قد انصرفت وحل لك ما كان محرما عليك في الصلاة، ومن لم يسلم متعمدا من غير عذر فقد قيل تفسد صلاته، والناسي والمحدث فلا فساد عليهما، والله أعلم.
Page 47