هذا الشقي؟ فقال: هذا عبيد بن الأبرص. فأتى به. فقال له الرجل: أبيتَ اللعنَ! اتركه، فإني أظن عنده من حسن القريض أفضل مما تدرك في قتله، فاستمع منه، فإن سمعت حسنًا استزدته، وإن لم يعجبك فما أقدركَ على قتله؛ فإذا نزلتَ فادعُ به.
قال: فنزل المنذر فطعم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب وسترٌ يراهم منه ولا يرونه.
فدعا بعيد من وراء الستر، فقال له رديفه: ما ترى با أخا بنى أسد؟ قال: أرى الحوايا عليها المنايا. قال: أفقلتَ شيئًا؟ قال: حال الجريض دون القريض.
فأبى أن ينشدهم شيئًا فأمر به فقتل.
تحاولُ رسمًا من سليمى دكادكا ... خلاءً تعفيه الرياحُ سواهكا
الساهكة: التي تسهك التراب: أي تسحقه. تقول العرب: رسمٌ دكادك، وثوب شراذم، وثوب
أخلاق، وأهباب، وهبب: أي متقطع. وأنشد:
جاء الشتاء وقميصي أخلاقْ ... شراذمٌ يضحكُ منه التواقْ
التواق: اسم ابنه. والدكداك: المستوى من الأرض.
تبدل بعدي من سليمى وأهلها ... نعامًا ترعاهُ وأدمًا ترائكا
الترائك: بيضُ النعام، الواحدة تركية؛ يئس منها الظليم فتركها، وأنشد للأعشى:
وتلقى بها بيضَ النعامِ ترائكا
وسماها أدمًا لبياضها.
أبو عمرو: وترعاه: ترعى فيه مرةً بعد مرةٍ. والأدم: الظباءُ البيض.
وقفتُ بها أبكي بكاء حمامةٍ ... أراكيةٍ تدعو الحمام الأواركا
أراكية: تكون في شجرِ الأراك. الأوارِك: واحدتها أركة؛ وهي التي قد لزمت موضعها. ويقال: هي المقيمة في الأراك.
2 / 35