فولدت له عمرًا، فغلب عليهم سلول. والغلام من بني وائلة بن صعصعة.
وإن بشرًا أسر الوائلي، ثم أيقن بشرٌ أنه ميت، فأطلق الغلام في بعض الطريق، وقالوا: انطلق فأخبر أهلك أنك قتلت بشر بن أبي خازم.
ثم اجتمع إليه أصحابه فقالوا له: أوصِ؛ فقال هذه القصيدة، وهو يجود بنفسه:
أسائلةٌ عميرةُ عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا
اعترف الرجلُ القوم: سألهم عن خبر ليعرفه.
ترجى أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأنَّ السهمَ صابا
وإن أباكِ قد لاقاهُ قرنٌ ... من الأبناءِ يلتهبُ التهابا
وإن الوائلي أصاب قلبي ... بسهمٍ لم يكنْ يكسى لغابا
أبو عبيدة: اللغاب: الفاسد الذي لا يحسن عمله. فعلى قوله ينشد: نكسًا لغابا. واللغاب: أن يلي بطونَ الريش ظهروها. واللوأم: اتفاق القذذ، وهو أجود ما يكون.
فرجى الخير وانتظري إيابي ... إذا ما القارظُ العنزيُّ آبا
القارظ العنزي: رجل من عنزة خرج يطلب القرظ فلم يرجع إلى أهله، فضربته العرب مثلًا لكل شيء يفوت فلا يرجع.
فمن يك سائلًا عن بيتِ بشرٍ ... فإنَّ له بجنبِ الردهِ بابًا
الرده: الماء يكون في أصل الجبل، الواحدة ردهة. وبشر دفن في هذا المكان.
هوى في ملحد لا بدَّ منهُ ... كفى بالموتِ نأيًا واغترابا
رهين بلًى، وكلُّ فتى سيبلَى ... فأذرِي الدمعَ وانتحبي انتحابا
مضى قصد السبيلِ، وكل حيٍّ ... إذا يدعَى لميتتهِ أجابا
فإنْ أهلكْ عميرَ فربَّ زحفٍ ... يشبهُ نقعه رهوًا ضبابا
الرهو: الساكن. وقيل المتتابع.
2 / 32