وقال بشر:
تغيرت المنازلُ من سليمى ... برامةَ فالكثيبِ إلى بطاحِ
فأوديةِ اللوى فبراقِ خبتٍ ... عفتها العاصفاتُ من الرياح
واحد البراق برقة. والبرقة والأبرق والبرقاء: أرض سهلة، أو رمل مختلط به الحصى.
ديارٌ قد تحلُّ بها سليمى ... هضيم الكشح جائلة الوشاحِ
هضيم الكشح: دقيقة الخصر. وكل ضامر مهضوم وهضيم. جائلة الوشاح: أي يجولُ وشاحها: يذهب ويجيء. وذلك من دقة خصرها.
ليالي تستبيك بذي غروبٍ ... يشبه ظلمه خضل الأقاحي
تستبيك: تذهب بعقلك. يقال لحدِ كلِّ شيء غرب. وقيل غروبه صفاؤه وماؤه. والظلمُ أن يكونَ الثغرُ صافيًا. والخضل: الندى. والأقاحي: جمع أقحوانة.
كأن نطافةً شيبتْ يمزن ... هدوءًا في ثناياها براحِ
يروى: من ماءِ مزنٍ. النطافة: الماءُ. وشيبتْ خلطت. وقوله: بمزن أراد من مزن. هدوءًا:
بعد نوم الناس. قيل لها راح لأنها تريح صاحبها من الهموم.
سلي إنْ كنتِ جاهلةً بقومي ... إذا ما الخيلُ فئنَ من الجراحِ
فئنَ: أي رجعنَ من الحرب.
نحلُّ بجوِّ كلِّ حميً وثغرٍ ... وما بلدٌ نليهِ بمستباح
الحمى: كل موضع يحمي.
بكلِّ طمرةِ وأقبَّ نهدٍ ... شديدِ الأسرِ طرف ذي مراح
الطمرة فيها وجهان: بعضهم يقول: هي المشرفة. وبعضهم يقول: هي الوثوب. طمر: إذا وثب. والأقب: الضامر. والطرف: الجواد. والنهدُ: العظيم الحسن. والأسر: الخلق. والمراح: النشاط.
وماحيٌّ نحلُّ بعقوتيهم ... من الحربِ العوانِ بمستراحِ
عقوتاهم: جانباهم. والعوان: الشديدة التي كان قبلها حرب. بمستراح: أي مراح.
2 / 29