فأصبحتما منها على خيرِ موطنٍ ... سبيلكما فيها إذا أحزنوا سهلُ
إذا السنةُ الحمراءُ بالناسِ أجحفتْ ... ونالَ كرامَ المالِ في الجحرةِ الأكلُ
أجحفت بهم السنة: إذا أذهبت خيرَ أموالهم وأفرطت عليهم. والجحرة: السنة الشديدة.
رأيتَ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم ... قطينًا لهم حتى إذا نبتَ البقلُ
قطينًا: أي جيرانًا قطنوا لديهم، نزلوا عندهم. نبتَ البقلُ؛ أي أخصبوا.
هنالكَ إن يستخبلوا المالَ يخبلوا ... وإن يسألوا يعطوا وإنْ ييسروا يغلوا
قال الأصمعي: كان الرجل إذا افتقر أتى بني عمه فأعطاه كل واحدٍ منهم شيئًا من الإبل حتى إذا أولدها ومكثت عنده سنين ردها، فذلك الإخبال.
وقال غيره: الاستخبال: أن يستعير الرجل من الرجل إبلًا فيشرب ألبانها وينتفع بأوبارها، وهذا يقارب الأول.
وقال أبو عمرو: الرواية: إنْ يستخولوا المال يخولوا. والإخولل: المنحة. ولم أسمع الاستخبال، وأراه يستخولوا. ييسروا: من الميسرِ.
وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوهها ... وأنديةٌ ينتابها القولُ والفعلُ
مقامات: جماعاتُ رجالٍ. ينتابها: أي يكثر فيها القول والفعل؛ أي إذا قالوا وفوا.
وإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم ... مجالس قد يشفي بأحلامها الجهل
وإن قام فيهم قائمٌ قال قاعدٌ ... رشدت فلا غرمٌ عليكَ ولا خذلُ
قال الأصمعي: يريدُ أنه إذا قام قائم منهم في الحمالة دعا له القاعد بالرشد ولم يرد عليه.
على مكثريهم حقُّ من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل
إذا جاءه لطلب ما عنده ولم يسأله فقد اعتراه.
سعى بعدهم قومٌ لكي يدرِكوهم ... فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا
فما كان من خيرٍ أتوهُ فإنما ... توارثهُ آباءُ آبائِهِمْ قبلُ
وهلْ ينبتُ الخطيَّ إلا وشيجهُ ... وتغرسُ إلا في منابتها النخلُ
2 / 16