ولو غيرُ أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلتُ لهم فوقَ العرانينِ ميسما
نقيصتي: تنقصي؛ أي أسمهم على العرانين، يعني أهجوهم هجاءً يبقى أثره في وجوههم. وإذا كان في الوجوه لم يغط، وإذا كان في غير الوجه غطى. والعرنين: أعلى قصبة الأنف. والخيشوم: اسم يجمع الأنف وهو المعطس وهو النخرة. ويقال لثقبه السم، وكذلك ثقب كل شيء إذا ضاق فهو سم. ويقال للحاجز في الوسط الوترة. ويقال لطرفه: الروثة والعرتمة والحثرمة، وهي الأرنبة.
وهل لي أمٌّ غيرها إنْ تركتها ... أبى اللهُ إلاَّ أنْ أكونَ لها ابنمَا
أراد ابنًا فزاد الميم، كما قيل: ستهم، وزرقم، وفسحم للكبير الاستِ والزرق والمنفسح؛ وهو مما يتبع فيه حرف الإعراب ما قبله، قال العجاج:
ولم يلحك حزنٌ على ابنمٍ ... ولا أبٍ ولا أخٍ فتسهمي
وقال الهذلي:
تعاورتما ثوبَ العقوقِ كلاكُما ... أبٌ غيربرٍّ وابنمٌ غيرُ واصلِ
ولا يثني ولا يجمع إلا أن الكميت ثناه؛ فقال:
ومنا ضرارٌ وابنماهُ وحاجبٌ ... مؤرثُ نيرانِ العداوةِ لا المخبي
المخبي: المطفئ.
وما كنتُ إلا مثلَ قاطعِ كفهِ ... بكفٍّ له أخرى فأصبح أجذما
الأقطع والأجذم: واحد. جذمتُ الحبل: قطعته. ورجل مجذامة ومجذام: أي مقطاع للأمر.
فلما استقاد الكف بالكفِّ لم يجدْ ... لهُ دركًا في أن تبينا فأحجمَا
تبينا: تفارقا. والمحجم: الممسك عن الشيء الهائب له. يقال أحجم عن الشيء وأجحم: إذا لم يقدم عليه.
يداهُ أصابتْ هذه حتفَ هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فأطرق إطراق الشجاعِ ولو يرى ... مساغًا لنابيهِ الشجاعُ لصمما
الإطراق: أصله السكون. والشجاع: حية لطيف أقرع الرأس. مساغًا: أي مضيًا، معناه مساغًا في نكزه. صمم: مضى على أمره وجد فيه.
وقد كنتَ ترجو أن أكون لعقبكمْ ... زنيمًا فما أجررتُ أن أتكلما
الزنيم: المنوط اللاصق بالقومِ ليس منهم. وأصله من الزنمة التي تكون في حلق العناق، وهذا كما قال حسان:
زنيم تداعاه الرجالُ دعاوةً ... كما زيدَ في عرضِ الأديم الأكارعُ
والعقب: الولد الذين يأتون من بعد. وعقب كل شيء آخره. وقوله: فما أجررت: أصل الإجرار أن يشق ظهر لسان الفصيل والجدي حتى لا يرضع، وأنشد:
كما خلَّ ظهرَ اللسانِ المجرَ
والتفليك: أن يثقب لسانه ويجعل فيه خيط من شعر ويعقد طرفه كالفلكتين فيمنعه أيضًا من الرضاع. فالمعنى لم يربط لساني عن الكلام، فضرب الإجرار مثلًا للسكوت.
لأورثَ بعدي سنةً يهتدى بها ... وأجلو عن ذي شبهةٍ إن توهما
أرى عصمًا في نصرِ بهثةَ دائيًا ... ويدفعني عن آلِ زيدِ فبئس ما
عصم: رجل من بني ضبيعة: قال للمتلمس: أنت من بني يشكر ولست منا.
المعنى: ينتسب عصم إليهم وينفيني عنهم. وقوله: فبئسما أي بئسما يفعل.
إذا لم يزل حبل القرينين يلتوي ... فلا بد يومًا من قوى أن تجلما
القرينانِ: بعيران يقرنان في حبل. ضرب ذلك مثلًا له ولعصم. يقول: إذا كان الرجلان كل واحدٍ منهما ينادي صاحبه فلا بد لأحدهما أن يغلب الآخر.
إذا ما أديم القوم أنهجه البلى ... تفرى، وإن كتبته، وتخرما
أديم كل شيء: جلده. وأنهجهُ: أخلقه. يقال: نهج الثوب وأنهجَ، ومحَّ وأمحَّ: أي خلق. وتفرى: تمزق. وكتبته: خرزته. والكتب: الخرز، يقال: اكتبها: أي اخرزها. وتخرم؛ تفتق.
1 / 29