Mukhtarat Min Qisas Qasira
مختارات من القصص القصيرة
Genres
بيد أن نيكولاس صاح به في نفاد صبر: «اشرب، يا رجل، اشرب، قبل أن أغير رأيي. سوف تصبح كريستينا أغنى عروس في زاندام إذا تعهدت بالزواج منها. إليك عقد البيع هذا؛ اقرأه، اقرأه بسرعة.»
عندئذ قبل يان، وشرب الرجلان. ومرة أخرى شعرا بنفحة من الهواء تمر بينهما، فغطى يان بيديه عينيه للحظة.
كان ذلك من سوء حظ يان على الأرجح؛ لأن نيكولاس انتزع في اللحظة نفسها عقد البيع الموضوع بجوار يان على المكتب. وفي اللحظة التالية كان يحترق بلهيب نيران المدفأة.
وتعالى صوت نيكولاس الخشن مرددا: «أنا لست فقيرا مثلما ظننت! أنا لست فقيرا مثلما ظننت! أستطيع البدء من جديد، أستطيع البدء من جديد!» وشرع ذلك المخلوق يتراقص بينما تتردد ضحكاته الشنيعة، فاردا ذراعيه العجوزين أمام النيران المشتعلة، تحسبا لأن يحاول يان إنقاذ مهر كريستينا المحترق قبل أن يصير هباء.
لم يخبر يان كريستينا بما حدث. فمهما قال لها، كانت سوف تعود إلى بيت نيكولاس. وعندما رجعت طردها نيكولاس قبل أن تدلف من الباب مصحوبة باللعنات. لم تستطع فهم ما جرى. كل ما أدركته بوضوح هو أن يان كان قد عاد إليها.
فسر يان موقفه قائلا: «نوبة عجيبة من الجنون تملكتني.» ثم أضاف: «سوف يساعدنا نسيم البحر العليل على استعادة صحتنا.»
وهكذا وقف يان وكريستينا على سطح سفينة يان، وراقبا مدينة زاندام القديمة وهي تبتعد رويدا رويدا إلى أن اختفت عن ناظريهما.
بكت كريستينا قليلا عندما فكرت أنها لن ترى المدينة مجددا أبدا؛ لكن يان واساها، وفيما بعد حلت وجوه جديدة محل الوجوه القديمة.
أما نيكولاس العجوز فتزوج من السيدة تولاست، ولحسن الحظ لم يعش ليمارس شره إلا لبضع سنوات إضافية.
وبعد زمن طويل، حكى يان لكريستينا القصة كاملة، لكنها بدت لها بعيدة الاحتمال جدا، ولم تصدقها - رغم أنها لم تقل ذلك ليان طبعا - بل اعتقدت أن يان كان يحاول تفسير الشهر الغريب الذي كان قد قضاه في التودد للسيدة تولاست. رغم ذلك، كان من العجيب حقا أن نيكولاس تبدل كليا في ذلك الشهر القصير نفسه.
Unknown page