Mukhtarat Min Qasas Injlizi
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
هنري جيمس
1843-1916
أربع مقابلات
رأيتها أربع مرات، ليس إلا. ولكني أتذكرها كأوضح ما تكون؛ فقد وقعت من نفسي وأعجبتني طلاوتها وحسنها، وعددتها نموذجا بارع الظرف لطراز بعينه. وقد أحزنني نعيها، ولكني أعود فأفكر في الأمر، فلا يسعني إلا أن أتساءل: لماذا يؤسفني ذلك؟ إنها على التحقيق، لم تكن في آخر مرة لقيتها فيها، ولكني سأصف مقابلاتنا على الترتيب.
1
كان أول لقاء لنا، في الريف، على الشاي في حفل صغير، في ليلة مثلوجة، ولا بد أن يكون ذلك منذ سبع عشرة سنة. وكان صديقي «لاتوش» ذاهبا لقضاء عيد الميلاد مع أمه، فدعاني إلى مرافقته، واحتفت بنا هذه السيدة الطيبة وأرادت أن تكرمنا بهذه الحفلة التي أسلفت الإشارة إليها. وقد أفدت من هذه الرحلة متعة حقيقية، فما سبق لي أن أوغلت في «إنجلترا الجديدة» في مثل هذا الوقت. وكانت السماء قد ظلت تثلجنا طول النهار فارتفع ما ألقته على الأرض إلى الركب، ووددت أن أعرف كيف وصل السيدات إلى البيت.
وسألتني السيدة لاتوش عن الصور الشمسية وهل أستحسن أن أعرضها على الفتيات؟ وكانت هذه الصور في محفظتين كبيرتين جاء بهما ابنها الذي عاد مثلي من أوروبا في الأيام الأخيرة. فأدرت عيني في الجمع، فلاحظت أن أكثر الفتيات يشغلهن ما هو أحق بأن يستغرقهن من أية صورة شمسية مهما بلغ من دقتها وإحكامها ووضوحها. ولكن كانت هناك واحدة واقفة على مقربة من الصفة وهي تجيل عينها في الحجرة، وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة لا توائم، فيما بدا لي، العزلة التي آثرتها. فنظرت إليها مليا ثم قلت: «إني أحب أن أعرض الصور على هذه الآنسة.»
فقالت السيدة لاتوش: «أي نعم. لقد وفقت في اختيارك فإنها رزان.
1
لا تعبأ شيئا بالمغازلة. سأكلمها.»
Unknown page