Mukhtarat Min Qasas Injlizi
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
فصاح أناندا، وقد استشاط غضبا، ورمى الزجاجة: «اذهب عني أيها الشيطان الموسوس! إني أتحداك وأعوذ مرة أخرى بمنقذي ... جنو إمداب إنام موا.»
ولكن العزيمة لم تحدث أثرا، ولم يبد لعينيه مخلوق أو شبح سوى الطبيب الذي كان ينظر إليه نظرة الأسف والمرثية، وهو يضم طيلسانه، ويختفي في الظلام الشامل.
وبقي أناندا وحده يجادل نفسه، وقد هم مرات لا عداد لها أن ينادي الطبيب ويتوسل إليه أن يجيئه بزجاجة سم كالتي رماها، ولكنه كان كلما هم بذلك شعر بشيء يصعد إلى حلقه ويحبس صوته، حتى أضناه الاضطراب، وأعياه فنام ورأى هذا الحلم.
رأى، فيما يرى النائم، أنه واقف عند مدخل «بتالا»
4
الشاسع المظلم، وكان هذا المكان الموحش يبدو كأنما فيه احتفال شيطاني، فقد كانت هناك جموع من الشياطين على كل صورة، ومن كل حجم، تتدافع في المدخل لتنظر إلى ما خيل إليه أنه زينة تقام، وكانت مئات من العفاريت والأمساخ تنظم المصابيح الملونة عقودا وأكاليل، وهي تقفز، وتضوضي، وتلجلج، وتقهقه ، وتتدلى من أذنابها وتتطوح في الهواء، كالقردة، وكان العمل يديره من تحت هؤلاء، شياطين كبار عليهم سمت ولهم أبهة، وفي أيديهم صولجانات تدل على منازلهم ومراتبهم يشع من أطرافها لهب أصفر كانوا يلسعون به أذناب العفاريت إذا رأوا أن النظام يوجب ذلك. فلم يستطع أناندا أن يكبح نفسه عن السؤال عن الداعي إلى هذه الاستعدادات للاحتفال.
فقال الشيطان الذي تلقى سؤاله: «هذا احتفال بتكريم أناندا الورع، أحد رسل الرب بوذا ونحن ننتظر حضوره بيننا بلهفة وارتياح.»
وبعد جهد شديد استطاع أناندا المرتاع أن يجمع قواه الخائرة، ويسأل لماذا يجب أن يتخذ الرسول المذكور - يعني نفسه - مقامه في مناطق الجحيم؟
فقال الشيطان المسئول بإيجاز: «من أجل السم.»
فهم أناندا أن يطلب منه الإيضاح، ولكنه شغل بجدال عنيف بين اثنين من الشياطين المشرفة على العمل.
Unknown page