Mukhtarat Min Qasas Injlizi
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
3 ، فقال صديقي العسكري وهو يفرقع أصابعه مغتبطا: «استمر استمر واربح. اخرب البنك. أي نعم يا صديقي الإنجليزي الشهم، اخرب البنك.»
وقد مضيت في اللعب، ولججت فيه حتى صاح الضريب بعد ربع ساعة أخرى: «أيها السادة. إن البنك يكف الآن وينقطع.» وصار كل ما كان في «البنك» من أوراق النقد والذهب كوما أمامي ... رأس مال البيت كله أصبح تحت يدي ينتظر أن أفرغه في جيوبي.
وقال لي الجندي العتيق وأنا أدفع يدي في كوم الذهب: «ضع المال في منديلك يا سيدي، صره فيه. صره، واجمع أطرافه واعقدها كما كنا نفعل بطعامنا في الجيش الكبير، فإن مكاسبك أثقل من أن يحتملها جيب. هكذا ... تماما ... ضع الورقات والذهب جميعا ... يا له من حظ ... انتظر ... هذا جنيه آخر على الأرض ... والآن يا سيدي نعقد عقدتين متينتين، هكذا، بعد استئذانك، وإذا المال في أمان! تحسس المنديل ... تحسسه أيها السعيد المجدود! ناشف، ومستدير كالقنبلة. أما لو أنهم كانوا يطلقون علينا في أوسترلتز
4
قنابل من هذا القبيل ...! ليتهم كانوا يفعلون! والآن ماذا بقي علي أن أفعل أنا المدفعي القديم والجندي الباسل سابقا؟! أسألك ماذا أصنع؟ ... أتقدم برجائي إلى صديقي الإنجليزي الحميم أن يشرب معي زجاجة من الشمبانيا، لنشرب نخب ربة السعود في قدحين مزبدين قبل أن نفترق!»
فيا له من جندي باسل! وما أطيبه وأرق حاشيته من مدفعي قديم! فلتدر الشمبانيا علينا، وليهتف الإنجليزي بالجندي الفرنسي القديم! هورا! هورا! ولنهتف مرة أخرى بربة السعود! هورا! هورا!
وصاح الجندي: «مرحى! وأحبب بالإنجليزي العطوف الكريم الذي يجري في عروقه الدم الفرنسي المرح! أترع الكأس مرة أخرى! أوه، إن الزجاجة فارغة! لا بأس! فليحيا النبيذ! أنا الجندي القديم آمر أن تدار علينا زجاجة أخرى ومعها نصف رطل من المسكرات!»
فصحت به: «كلا، يا صديقي الباسل! ولا، أيها المدفعي القديم! كانت تلك زجاجتك، والآن هذه زجاجتي! هذه هي! انظر إليها ... وتعال نشرب أنخاب الجيش الفرنسي ... ونابليون العظيم ... وهذا الجمع ... والضريب ... وزوجته ... وبناته، إذا كانت له بنات ... والسيدات كافة ... وكل امرئ في هذه الدنيا!»
وأحسست، لما فرغت الزجاجة الثانية، كأني أشرب نارا سائلة. فالتهب دماغي. ولم يسبق لي في حياتي كلها أن كان للشراب مثل هذا الغول والخمار عندي. فهل هذا الأذى نتيجة لفعل المسكر المنبه في كياني الفائر إلى درجة الحمى؟ أم ترى معدتي على حال من الاضطراب غير معهود؟ أم هذه الشمبانيا قوية الأخذ جدا؟
وصحت وبي من النشوة مثل الجنون: «أيها الجندي القديم في الجيش الفرنسي الكبير! إن النار مستعرة في بدني، فكيف حالك أنت! لقد أضرمت في النار، فهل أنت سامع ما أقول يا بطل أوسترلتز؟ فلنشرب زجاجة ثالثة لنطفئ الحريق ونخمد ألسنة اللهب.»
Unknown page