ويشاء الله أن تدعو أهلها بعض أسبابهم إلى التحول عن القاهرة، فتحولوا وامتلخوا معهم قلب صاحبي المسكين، فكيف حيلته؟ وكيف له بتعليل ما يغمز على كبده من هوى وصبابة؟ لم يجد المسكين حيلة إلا أن يفزع إلى الشراب، فكان يصطبح
2
ويغتبق،
3
ويسكر ما تهيأ له السكر في الليل أو في النهار، فإذا زجره عن هذا زاجر، أو وعظه واعظ، تمثل بقول الشاعر:
فأصبحت ألحى السكر والسكر محسن
ألا رب إحسان علي ثقيل
وكان إذا جمعه المجلس، حتى المجلس الطلي الظريف، استوحش واستشعر الوحدة، فتسلل وانتبذ بنفسه ناحية ليأنس باستحضار هواه، فكان في هذا يذكرني قول الشاعر العربي يصف لبنته ما يجد من فراق أهله:
إذا عن ذكرهمو لم ينم
أبوك وأوحش في المجلس
Unknown page