إذن فأبو نواس شاعر من أفحل شعراء العصر العباسي الأول، وقد أحله عند كثرة الناس هذا المحل أنه مدح فلم يتخلف عن أبلغ المادحين، ووصف فكان من أجود الواصفين، وضرب في سائر فنون الشعر فما ونى في شيء ولا قصر، بل لقد أرسل من سوابق القريض ما لا يتعلق بغباره، ولا يسهل ترسم آثاره، وما له لا يبلغ هذه المنزلة في الشعراء، وهذه قصيدته في مدح محمد الأمين: «يا دار ما فعلت بك الأيام».
والتي جاء فيها:
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم
3
وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه
فإذا عصارة كل ذاك أثام •••
وإذا المطي بنا بلغن محمدا
فظهورهن على الرجال حرام
قربننا من خير من وطئ الحصى
Unknown page