أمور [ الإسلام] والمسلمين ، إلى أن أفضت بعد أبينا الجيد وأخينا الكبير نوبة الملك إلينا ، فأفاض علينا من جلابيب ألطافه ولطائفه ما حقق به آمالنا في جزيل آلائه وعوارفه ، وجلا هدى المملكة على يدينا ، وأهدي عقيلتها إلينا . فاجتمع عندنا في قوريلتاي المبارك - وهو المجمع الذي تنقدح فيه الآراء - جميع الإخوان والأولاد ، والأمراء الكبار ومقدمي العساكر وزعماء البلاد . واتفقت كلمتهم على تنفيذ ما سبق به حكم أخينا الكبير في إنقاذ الجم الغفير من عساكرنا التي ضاقت الأرض بحبها من كثرتها ، وامتلأت الأرض عبا لعظيم صولتها ، وشديد بطشتها إلى تلك الجهة ؛ بهمة تخضع لهاشم الأطواد ، وعزمة تلين لها صم الصيلاد . ففكرنا فيما تمخضت بدة عزائمهم عنه ، واجتمعت أهواؤهم وآراؤهم عليه ، فوجدناه مخالفا لما كان في ضميرنا من اقتناء الخير العام ، الذي هو عبارة عن تقوية شعار الإسلام ، وألا يصدر عن أوامرنا ما أمكننا إلا ما يوجب حقن الدماء وتسكين الدهماء ، وتجرى به في الأقطار راء نسائم الأمن والأمان ، وتستريح به المسلمون في سائر الأمصار في مهاد الشفقة والإحسان ، تعظيما لأمر الله ، وشفقة على خلق الله .
Page 75