257

Mukhassas

المخصص

Investigator

خليل إبراهم جفال

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧هـ ١٩٩٦م

Publisher Location

بيروت

الصوتَ فرُبَّما أقبلَ وَهُوَ يَرَى أَن ذَلِك حيًّةٌ ورُبَّما أرْوَح رِيحَ الإنسانِ فَخَدَع فِي حُجْرِه يُقَال خَدَع يَخْدَع خَدْعًا - رجَع فِي حُجْره فذهَب وَلم يَخْرُج وَأنْشد أَبُو عَليّ: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَدَاوة مِنهمُ بحُلْوِ الخَلاَ حَرْشَ الضِّبَابِ الخَوادِعِ حُلْو الخَلاَ - يَعْنِي حُلْوَ الكلامِ، قَالَ، وَقَالَ أَحْمد بن يَحْيَى عَن ابْن الْأَعرَابِي الخادِعُ - الفاسِد من الطَّعام وَمن كُلِّ شَيْء، الْأَصْمَعِي، خَدَع الرِّيقُ - نقَصَ، أَبُو عَليّ، وَإِذا نَقَص خَثَرَ وَإِذا خَثَرَ أنْتَنَ قَالَ سُوَيد بن أبي كاهِل أَبْيَضُ اللَّون لَذِيذٌ طَعْمُه طَيِّبُ الرِّيق إِذا الرِّيق خَدَع غير وَاحِد، الخُدَعَة - الَّذِي يَخْدَع الناسَ والخُدْعة - الَّذِي يُخْدَع ويُطَّرِد على هَذَا بابٌ فَأَما قَوْله: مَنْ عاذِرِي مِنْ عَشِيرَة ظَلَموا يَا قَوْمِ مَنْ عاذِرِي مِنَ الخُدَعهْ فالخُدَعة ههُنا - قَبِيلة من تَمِيم ويُقال الحَرْب خَدْعةٌ وخُدعة وخُدَعةٌ، قَالَ سَلَمة، عَن الْفَاء مَن قَالَ الحَرْب خَدْعة فَمَعْنَاه مَنْ خُدِع فِيهَا خَدْعة فَزَلَّت قدَمُه وعَطِب فَلَيْسَ لَهُ إِقَالَة وَمن قَالَ الحَرْب خُدَعةٌ أَرَادَ أَنَّهَا تَخْدَع أَهلهَا وَمن قَالَ الحرْب خُدْعة قَالَ هِيَ تُخْدَع كَمَا يُقال رجُل لُعْنة وَإِذا خَدَع أحدُ الفَرِيقين صاحبَه فِي الحَرْب فكأنَّما خُدِعت هِيَ، عَليّ، وأمَّا قَوْله فِي الحَدِيث إنَّ قَبُل الدّجَّال سِنِينَ خَدَّاعة فيرون أنَّ مَعْنَاهَا نَاقِصَة الزَّكاة يُقَال خَدَع الرجُلُ - إِذْ أَعْطَى ثمَّ أمْسَك وَقيل خَدَّاعة قَليلَة المَطَر يُقَال خَدَع الزَّمان - قلَّ مطرُه، وَأنْشد: وأَصْبَح الدَّهْرُ ذُو العِلاَّت قد خَدَعا وَهَذَا التَّفْسِير أَقْرَبُ إِلَى قَول النَّبِي ﷺ، فِي قَوْله سِنِينَ خَدَّاعة يُرِيد الَّتِي يَقِلُّ فِيهَا الغَيْث ويَعُمُّ فِيهَا المَحْلُ قَالَ أَبُو عَليّ، وقُرِئ وَمَا يُخَادِعُون إِلَّا أَنْفُسَهم ويَخْدَعُون قَالَ وَالْعرب تَقول خادَعْت فلَانا إِذا كُنْت تَرُم خَدْعة وخَدَعته ظَفرت بِهِ وَقيل يُخَادِعون فِي الْآيَة بِمَعْنى يَخْدَعون بِدلَالَة مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ: وخادَعْت المَنِيَّة عَنْك سِرًَّا أَلا تَرَى أنَّ المَنية لَا يكونُ مِنْهَا خِداع وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى وَمَا يُخَادعون إِلَّا أنْفُسَهم يكون على لَفْظ فاعَلَ وَإِن لم يكن الفِعْل إِلَّا من وَاحِد كَمَا كَانَ الأوّل وَإِذا كَانُوا قد اسْتَجازُوا لتَشَاكُل الْأَلْفَاظ أَن يُجْرُوا على الثَّانِي مَا لَا يَصِح فِي المَعْنى طلبا للتَّشاكُل فأنْ يُلْزمَ ذَاك ويُحَافَظَ عَلَيْهِ فِيمَا يَصِح بِهِ الْمَعْنى أجْدرُ وَذَلِكَ نَحْو قَوْله: أَلاَ يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينَا وَفِي التنْزِيل فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُم فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْل مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم وَالثَّانِي قِصَاص لَيْسَ بعُدْوان، الْأَصْمَعِي، خادَعْته واخْتَدَعْته والخُدْعة - مَا خَدَعه بِهِ وتَخادَع القومُ - خَدَع بعضُهم بَعْضًا وتَخادَعَ وانْخَدع - أرى أَنه قد خُدِع والمَكْر - الخَدَاع، صَاحب الْعين، والمُدَالَسة - الخِدَاع، ابْن قُتَيْبَة، وَمِنْه قَوْلهم لَا يُدَالِس وَلَا يُوَالِسُ وأصل الدَّلَس الظُّلْمة وَقد تقدم هَذَا فِي الخِيَانة، ابْن دُرَيْد، دالَسَ مُدَالَسَةً ودلاَسًا، صَاحب الْعين، دَلَّس فِي البيع وَغَيره - إِذا

1 / 289