اطلق طرفه كثر اسفه، من حصر (١) شهوته صان قدره، من لان عوده كثرت اغصانه، الخلاف يهدم الرأي وربما ادرك الصواب الظن، من نال استطال، في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال، حسد الصديق من سقم المودة، جواهر الأخلاق تتصفحها المعاشرة، مصاحبة الأيام تهتك لك السريرة الكامنة، اكثر مصارع الرجال تحت بروق المطامع، ليس من العدل القضاء بالظن على الثقة، حسبك من البغى حسن المكاشرة، شافع المذنب خضوعه بالمعذرة، لا بذل اعظم قدرا من المساعدة، الحزم الوقوف عند الشبهة، انت اخو العز ما التحفت بالقناعة، المخذول من كانت له الى الناس حاجة، بحسب السرور يكون التنغيص، محن القدر تسبق الحذر، القلب رهين وفكاكه حسم الطمع، في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق، من له يدان بغوائل الزمان، كم عاكف على ذنبه في آخر ايام عمره، بئس الزاد الى المعاد العدوان على العباد، ويل للباغين من احكم الحاكمين، من أشرف أفعال الكرم غفلتك عما تعلم، تجرع المضض يطفىء نار الغضب، أبين الغبن كدك فيما نفعه لغيرك، من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه، من سامح نفسه فيما تحب منه أتعب جوارحه وفقد حظه من الراحة، باجالة الفكر يستدرك الرأى المصيب، بحسن الرأى تسهل المطالب، بلين كنف المعاشرة تدوم لك المودة، بخفض الجانب تأنس النفوس، بكثرة الصمت تكون الهيبة، بعدل المنطق تجب الجلالة، بالنصفة يكثر الواصلون وبالأفضال تعظم الأخطار، بالتواضع تتم النعمة، بصالح الأخلاق تزكو الأعمال، باحتمال المؤن يجب السودد، بالسيرة العادلة تقهر المناوى، بالحلم عن السفيه يكثر انصارك عليه، بحسن اللقاء يألفك الثناء الجميل، بايثارك على نفسك تستحق اسم الكرم، من عاشر الناس بالمسامحة دام استمتاعه به. لأهل الاعتبار تضرب الأمثال، العجب لغفلة الجساد (٢) عن سلامة الأجساد، المطامع في وثاق الذل.
_________
(١) في نسخة المتحف البريطانى: حصن، وفى الهامش: حصر.
(٢) كذا في المطبوع بإعجام الجيم، ولعل الصواب إهمالها. ش
1 / 32