اخبرنا محمد قال اخبرنا ابو حاتم عن العتبى قال: دخل عمرو بن العاص على معاوية وورد عليه كتاب بعض ولاته فيه نعى رجل من السلف فاسترجع معاوية فقال له عمرو:
يموت الصالحون وأنت حى * تخطأك المنايا لا تموت
فقال له معاوية:
أترجو أن أموت وأنت حى * ولست بميت حتى تموت
اخبرنا محمد قال اخبرنا ابو معاذ عن دماذ عن ابى عبيدة: هجا عقيبة بن هبيرة الأسدي عمرو بن قيس الأسدي فقال:
لعمرك إن اللؤم خدن وصاحب * لعمرو بن قيس ما دعا الله راغب
تراه عظيما ذا رواء ومنظر * واجبن مل منزوف حين يحارب
شجاع على جيرانه وصديقه * واجرأ منه في اللقاء الثعالب
فشكا عمرو بن قيس ذلك إلى معاوية فقال له معاوية: قد هجانى بأشد مما هجاك، قال: وما قال؟ قال قال:
أرى ابن أبي سفيان يزجى جياده * ليغزوا عليا ضلة وتحامقا
وبئس الفتى فى الحرب يوما اذا بدت * برازق خيل يتبعن برازقا (١)
فهلم تدعو عليه واؤمن او ادعو عليه وتؤمن، فقال: اما غير هذا؟ قال: لا، وإن شئت فاهجه كما هجاك، فخرج من عنده (٢) وهو يقول: قاتلك الله ما اعلمك بالدنيا.
اخبرنى العتبى قال: يا امير المؤمنين! انت رأس عيوننا فإن صفوت لم يضرنا كدر العيون، وإن كدرت لم ينفعنا صفوها، واعلم انه لا يقوم فسطاط الا بعمد.
اخبرنا محمد قال اخبرنا ابو معاذ عن دماذ عن ابى عبيدة قال: كتب
_________
(١) حاشية في نسخة المتحف البريطانى البرازق: واحدها برزق، وهو القطعة من الخيل؛ ويقال ايضا للفارس.
(٢) عند ابن عساكر في تاريخه ٤٠: ٥٤٠ من طريق ابن دريد: فخرج من عند معاوية. ش
1 / 25