19

Mujtaba

المجتبى من المجتنى

Investigator

أيمن عبد الجابر البحيري

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Genres

[١٦] ومنها أن تخبر ثم تخاطب: كقوله ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ﴾ [آل عمران:١٠٦]. وقوله ﴿وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَرابًا طَهُورًا إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً﴾ [الإنسان:٢١]. [١٧] ومنها أن يخاطب عينا ثم يصرف الخطاب إلى الغير: كقوله ﴿إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح:٨،٩]. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: بالياء، ولا يصلح هذا الوجه إلا على غير قرآتهما. ٢ - فصل الوقوف فى القرآن على ثلاثة أوجه [١٨] وقف تام، ووقف حسن ليس بتام، ووقف ليس بحسن ولا تام. [١٩] فالتام: ما حسن الوقف عليه ابتدأ بما بعده، وهو الذى لا يكون ما بعده متعلقا به كقوله ﴿أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف:١٥٧]. [٢٠] والوقف الحسن: الذى يحسن الوقف عنده، ولا يحسن الابتدأ بما بعده كقوله ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ﴾ [الفاتحة:٢] فهذا حسن؛ لأنه تم المقصود منه وليس بتام؛ لأنك إذا ابتدأت فقلت ﴿رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ [الفاتحة:٢] قبح الابتداء بالمخفوض. [٢١] والوقف القبيح: لقوله ﴿بِسْمِ اللهِ﴾ لا يجوز؛ لأنه لا يعلم إلى أى شىء أضفته. ٣ - فصل [وذكر بعض العلماء:] [٢٢] وذكر بعض العلماء: أن فى القرآن آيات تقتضى إليها معناها أن يقف ويفصلها عما بعدها؛ فمنها قوله تعالى فى البقرة: ﴿وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة:٢٧٤]. يقف ثم يبتدئ ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا﴾ [البقرة:٢٧٥]. [٢٣] وفى آل عمران: ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ﴾ [آل عمران:٧]. يقف ثم يبتدئ ﴿وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:٧]. [٢٤] وفى براءة: ﴿لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ [التوبة:١٩]. يقف ثم يبتدئ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا﴾ [التوبة:٢٠].

1 / 24