الفصل الثالث مقالة المرقيونية (¬1) :
... زعموا أن الأشياء من شيئين قديميين: نور وظلمة، وثالث متوسط بينهما وهو الإنسان، يقال لهؤلاء: أخبرونا عن الظلمة والنور، أجنسان مختلفان هما أم جنس (¬2)
¬__________
(¬1) - المرقيونية: بالراء لا بالزين: نسبة إلى "مرقيون" أحد زعماء النصرانية، ولد في بداية القرن الثاني الميلادي في سينوب، وأظهر العداوة لليهودية، ويقول بالنور والظلمة، ولكنه يضيف الجامع المعدل كأمر ثالث يجمع بين النور والظلمة، ويقال: إن ماني أخذ بمذهب مرقيون، وإنما خالفه في المعدل أو الجامع. والمرقيونية: قالت بتنزيه الله عن الشرور، وأنه خالق جميع الأشياء، واختلفوا في الكون الثالث فقالت طائفة منهم: هو الحياة، وهو عيسى عليه السلام، وللمرقيونية كتاب يختصون به ويكتبون بد دياناتهم، ولمرقيون كتاب سماه الإنجيل، ولأصحابه عدة كتب غير موجودة، وهم يتسترون بالنصرانية، وكان يوجد منهم في خراسان عدد كثير في حياة ابن النديم.
والمرقيونية: لا ترى ذبح الحيوان ولا المناكحة. ويقول عبد المسيح الكندي: إن المرقيونية هم الذين يقولون بالثالوث وآلهة ثلاثة متفرقة (عدل، رحيم، شرير)، وأن القرآن الكريم حين قال: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} (سورة المائدة: 73) إنما يرد على المرقيونية لا على النصارى.
راجع ابن النديم ص 474، والمغني للقاضي عبد الجبار 3_ 17، والملل والنحل للشهرستاني 1/252 253، ومقالات الإسلاميين ص 308/ 333 338.
(¬2) - الجنس _عند المناطقة_: عبارة عن لفظ يتناول كثيرا، ولا تتم ماهيته بفرد من هذا الكثير، كالجسم.
والجنس من الطبيعيات الكلية، وهي موجودة خارجية كما ذهب إليه البعض، ورجحه البيضاوي؛ حيث أشار إليه من قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا} (سورة الشرح: 6).
والجنس الخاص: ما يشتمل على كثيرين متفاوتين في أحكام الشرع كالإنسان.
والجنس العالي: هو الذي تحته جنس وليس فوقه جنس، كالجوهر على القول بجنسيته.
= والجنس: ضرب من الشيء، والنوع أخص منه، وعند الأصولي: الجنس أخص من النوع.
والجنس عند النحويين والفقهاء: هو اللفظ العام، فكل لفظ عم شيئين فصاعدا فهو جنس لما تحته
= سواء اختلف نوعه أو لم يختلف، وعند الآخرين لا يكون جنسا حتى يختلف بالنوع، نحو: الحيوان؛ فإنه جنس للإنسان والفرس والطائر ونحو ذلك، فالعام جنس، وما تحته نوع.
راجع التعريفات للجرجاني، والكليات لأبي البقاء 2/149 بتصرف.
Page 45