الفصل الثاني من الأصل الثاني هو مذهب الديصانية (¬1)
¬__________
(¬1) - رئيسهم يسمى ابن ديصان: فيلسوف سرياني من أصل فرئي، ويعرف باسمه السرياني "أبرديصان" كان أبوه يدعى نهامة، وأمه تدعى نهشيران، هاجر كلاهما من فارس الرهاء بعد عام 139، وولد ابنهما عام 154م، وأخذ اسمه من نهر ديصان الذي يروي الرهاء، ونشأ في بلاط الملك معنو مع ابنه أبجر، ودرس الفلك والتنجيم، وفي عام 179م اعتنق المسيحية على يد الأسقف "هستاسب" الذي ابتدع نظرية في نظام الكون تتمشى مع مذهب اللاأدرية. وتوفي ابن ديصان عام 222م، واختلف الديصانية على فرقتين: فرقة زعمت أن النور خالط الظلمة باختيار منه ليصلحها، فلما حصل فيها ورام الخروج عنها امتنع ذلك عليه، وفرقة زعمت أن النور أراد أن يرفع الظلمة عنه لما أحس بخشونتها ونتنها وتشابكها بغير اختيار.
وكان أصحاب ابن ديصان بنواحي البطائح جنوبي الفرات، كما كان بعضهم الآخر متفرقا في خراسان والصين، ويعتبر ابن ديصان عادة ممهدا للمانوية، ويظهر أنه كان في الحقيقة منجما.
وكان يذهب إلى أن الكائنات خاضعة لقوى مدبرة أو حاكمة هي الأجرام السماوية، وأن ما يسمى بالقدر ليس إلا فعل الله في الأجرام والعناصر، وهذا الفعل يؤثر في العقول في هبوطها إلى الأنفس، وفي الأنفس في هبوطها إلى الأبدان، وحياة الإنسان خاضعة للقوانين الطبيعية كما هي خاضعة للقدر، وليست حرية الإنسان إلا النضال مع هذا القدر، والحد من قوته على قدر المستطاع.
راجع الفهرست 1/338، وابن حزم الفصل 1/36، والشهرستاني 194 وما بعدها، والمسعودي: التنبيه، ص130135، ومطهر المقدس في المبدأ والتاريخ 1/91. [عمار الطالبي].
Page 40