249

Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

فنفى عن نفسه أن يكون جعل شيئا من فعل المشركين.

قال أهل الإثبات: ليس تلزمنا معارضات القدرية بهذه الآي التي أضاف الله فيها أفعال العباد إلى العباد، ونحن نقول: إنها أفعالهم، ولا نأبى أن تكون أنفسهم سولت لهم، ولا أن نفسه طوعت له قتل أخيه فقتله، ولا أنهم يكسبون ويعلمون، وأنهم أمروا بأن يعملوا، وليس في الإضافات التي أضاف الله إلى العباد بأنهم يعملون ويكسبون، وتطوع لهم أنفسهم وتسول، بالذي ينقض علينا من قولنا شيئا، وإنما ذلك على الجهمية (¬1)

¬__________

(¬1) يقول الشهرستاني عن الجهمية: أصحاب جهم بن صفوان _وهو من الجبرية الخالصة_ ظهرت بدعته بترمذ، وقتله سلم بن أحوز. ويؤكد البغدادي أن جهما قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وأنكر الاستطاعات كلها. ويورد الأشعري قول الجهمية: إنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا الله وحده، وإنه هو الفاعل، وإن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل، وخلق له إرادة للفعل، واختيارا له منفردا بذلك.

وإذن فجهم على أساس رواية الأشعري لم ينكر الاستطاعات كلها كما ذكر البغدادي، ولم يسلب عن الإنسان الاستطاعة كما ذكر الشهرستاني. راجع الملل والنحل 1: 79، والبداية والنهاية 1: 27، والفرق بين الفرق ص 211، ومقالات الإسلاميين 1: 312، نشأة الفكر الفلسفي 1: 245.

Page 51