الرد على أصحاب أرسطوطاليس (¬1) :
... ويقال لأصحاب أرسطوطاليس في زعمهم أن الهيولي قديم لم يزل ومعه قوة قديمة، والهيولي غير ذي أعراض، والقوة كذلك، حتى غلبت القوة الهيولي فحدث عن تغلبها الأعراض، ويقال لهم: أخبرونا عن تغلب القوة الهيولي، أطبع هو أم اختيار؟ فإن قالوا: طبع، قيل لهم: فكيف غلبته بعدما لم تغلبه؟ والطبع لشيء غير مفارق له، فلو كان تغلب القوة الهيولي (¬2)
¬__________
(¬1) - أرسطوطاليس: هو ابن نيوقرماقوس، من أهل "اصطخر" ولد سنة 384 قبل الميلاد في مدينة (اصطخر)، كان أبوه طبيبا للملك المقدوني "أمنتاس" الثاني جد الإسكندر، وتعلم مع "فيلبس" أبي الإسكندر، والتحق بأكاديمية "أفلاطون" فلزمها عشرين سنة إلى أن توفي "أفلاطون"، من كلماته المشهورة: أحب الحق وأحب أفلاطون، وأوثر الحق على أفلاطون، استدعاه "فيلبس" المقدوني ليتولى تربية ابنه الإسكندر، وأنشأ مدرسة المشائين، وأنشأ مكتبة كانت الأولى من نوعها في العصر القديم، واتهم بالإلحاد، وألف كتبا كثيرة في المنطق والعلوم الطبيعية والأخلاق والسياسة، مات عام 322 ق.م (راجع الملل والنحل ج2 ص 362 هامش).
(¬2) - الهيولي: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح: هو جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجسمية والنوعية "تعريفات الجرجاني".
وقال ابن سينا: الهيولي المطلقة: فهي جوهر، ووجوده بالفعل إنما يحصل لقبول الصورة الجسمية لقوة فيه قابلة للصور، وليس له في ذاته صورة تخصه إلا معنى القوة، ومعنى قولي لها: هي جوهر. راجع النجاة ص 49، للرئيس أبو علي بن سينا.
Page 23