Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Genres
ولا حول ولا قوة إلا بالله، فنقول لهم: حدثونا عن هذه الأفعال التي زعمتم أنها غير مخلوقة لله، هل تخلو من أن تكون حركة أو سكونا؟ قالوا: لا تخلو من ذلك، قلنا: أمحدثة هي أم غير محدثة؟ فإن قالوا: غير محدثة أبطلوا، وإن قالوا: محدثة، قلنا: من أحدثها؟ فإن زعموا أن العباد أحدثوها، قلنا: فالعباد هم الذين أحدثوا هذه الأفعال: من الحركات والسكون، وجعلوها محدثة غير قديمة، فإذا قالوا: نعم، قلنا: فهل تدل بحدوثها على حدوث من حلت به ووصف بها؟ فإن قالوا: لا، أبطلوا، وصاروا إلى مذهب المبطلين من أهل الدهر (¬1) ،
¬__________
(¬1) الدهرية: الدهر في الأصل اسم لمدة من العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه، وعلى ذلك قوله تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) سورة الإنسان، آية 1، ثم يعبر عن كل مدة كثيرة، وهو خلاف الزمان.
والدهرية: نسبة إلى الذين جحدوا بالله، وزعموا أن العالم وجد بدون الله عز وجل، _تعالى عن ذلك_، وقالوا: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) الجاثية، آية 24.
وقد أحسن أبو علي الثقفي عندما قال:
... يا عابث الدهر إذا نابه ... ... ... لا تلم الدهر على غدره
... الدهر مأمور له آمر ... ... ... وينتهي الدهر إلى أمره
... كم كافر أمواله جمة ... ... ... تزداد أضعافا على كفره
Page 22