173

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

ويلزم هذا الصنف من المشبهة القائلين بأنه على صورة الإنسان لعلهم قد يكونون يشاهدونه، ويلقونه في بعض المسالك، ولا يدرون أن هو، وقد بلغنا عن عبد الرحمن (¬1) بن كيسان قال: نازع ضرار (¬2) بن عمرو رجلا من علمائهم، فما أقلع عنه إلى أن اضطره إلى أنه في صورة الإنسان، وحتى أنه قد يكون يلقاه في بعض الأزقة، ولا يدري أنه هو. قال عبد الرحمن: قال له ضرار: لعلي أنا هو _وكان ضرار رجلا ذميم الصورة_ فقال: أنت قبيح وهو حسن. فينبغي على قياس هذا القول لو كان السائل له جميلا أن يشك لعله هو رب العالمين، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

الفصل الثالث:

¬__________

(¬1) هو عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم، فقيه معتزلي مفسر، قال ابن المرتضى: كان من أفصح الناس وأفقههم وأورعهم، خلا أنه كان يخطئ عليا _عليه السلام_ في كثير من أفعاله، ويصوب معاوية في بعض أفعاله، وله تفسير وصف بأنه عجيب، ومقالات في الأصول، ومناظرات مع أبي الهذيل العلاف. قال ابن حجر: هو من طبقة ابن الهذيل وأقدم منه. وقال القاضي عبد الجبار كان جليل القدر. توفي عام 225ه. راجع طبقات المعتزلة 56، ولسان الميزان 3: 427، وفضل الاعتزال287.

(¬2) ضرار بن عمرو الغطفاني: قاضي من المعتزلة، طمع برياستهم في بلده فلم يدركها فخالفهم، فكفروه بقوله (إن لله ماهية، تدرك بحاسة سادسة، تخلق يوم القيامة). راجع مقالات الإسلاميين 1: 281، والفصل لابن حزم 4: 192 195، وصنف نحو ثلاثين كتابا: بعضها في الرد على المعتزلة، والبعض في الرد على الخوارج، وفيها ما هو مقالات خبيثة، وشهد عليه الإمام أحمد بن حنبل عند القاضي سعيد ابن عبد الرحمن الجمحي، فأفتى بضرب عنقه فهرب، وقيل إن يحيى بن خالد البرمكي أخفاه. قال الجشمي: ومن عده من المعتزلة فقد أخطأ لأنا نتبرأ منه. راجع لسان الميزان 3: 303، وفضل الاعتزال 391، والفرق بين الفرق للبغدادي 213.

Page 173