170

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

الواحد لا يوجب كون المختلف، وحدوث المتضاد، فإن زعموا أن الأجسام إنما اختلفت لاختلاف الجهات، قلنا: فهل تخلو حركته إذا أراد أن يصنع المختلف من أن تكون في الست الجهات معا، أو تكون كل واحدة بعد الأخرى؟ فإن كانت معا فلا قول أبعد عن المعقول من هذا القول، بل لا يكون كلام أدخل في باب المحال منه، وإن كان هو من بين الأجسام يفعل ست حركات في ست جهات معا، فما تنكرون أيضا أن يكون من بين الفاعلين ليس بجسم؟ ويقال لهم: أخبرونا عن الله أصار خالقا للأجسام، وعالما بالغيب (¬1)

¬__________

(¬1) الغيب في كلام العرب: كل ما غاب عنك، وأغابت المرأة فهي مغيبة إذا غاب عنها زوجها، والغيابة: الأجمة، وهي جماع الشجر يغاب فيها، والغيب: كل ما أخبر به الرسول عليه السلام مما لا تهتدي إليه العقول: من أشراط الساعة، وعذاب القبر، والحشر والنشر، والجنة والنار. وقال عبد الله بن مسعود: ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ: {الذين يؤمنون بالغيب}. سورة البقرة آية 3..

Page 170