ولد ونشأ بقرية حاقل من عمل جبيل، وأتقن العلوم بمدرسة الموارنة برومة، وعلم السريانية والعربية برومة، وقد عهد إليه الأب ميخائيل لي جاي بما عهد إلى الصهيوني أيضا بطبع البوليكلوتا البريسية، ومن مؤلفاته ترجمة كتاب ابن الراهب المصري في التاريخ الشرقي، وقد ألحق به الحاقلي مقالات مسهبة في تاريخ العرب وأنسابهم، وطبعت ترجمته ببريس سنة 1651 ثم ترجمة قصيدة عبد يشوع الصوباوي في المؤلفين البيعيين إلى اللاتينية وشروحه لها وحواشيه عليها، وطبعت ترجمته برومة سنة 1653، وله كتاب في نحو اللغة السريانية، وترجمة الكتب الخامس والسادس والسابع من تأليف أبولونيوس في الهندسة من العربية إلى اللاتينية ، وله مختصر في الفلسفة الشرقية وترجمة قوانين القديس أنطونيوس الكبير ومواعظه وأجوبته إلى اللاتينية، وترجمة ديوان الحيوان للسيوطي، وله كتاب الانتصار لأفتيشيوس أي: سعيد بن البطريق في أن درجة الأساقفة غير درجة القسوس، وألحق بهذا الكتاب مقالة طويلة في أصل اسم البابا ورياسته، ورد على هوتنجارس في كلامه على تاريخ العرب ... وللحاقلي أيضا ترجمة القوانين المعزوة إلى المجمع النيقوي المعروفة بالقوانين العربية إلى اللاتينية، وتوفي الحاقلي برومة في 15 تموز سنة 1664، ونقلت كتبه بعد وفاته إلى المكتبة الواتيكانية.
ومنهم الأسقف إسحق الشدراوي الماروني:
ولد بشدرا بعكار، ودخل مدرسة الموارنة برومة سنة 1603، وأقام بها إلى سنة 1618 ورقاه البطريرك جرجس عميرة إلى درجة الكهنوت سنة 1620، وجعله رئيس كهنة بيروت ثم رقاه البطريرك يوحنا مخلوف إلى أسقفية أطرابلس سنة 1629، وله من المؤلفات كتاب في نحو اللغة السريانية وقصيدتان في مديح البابا أدريانوس الثامن، والبطريرك يوحنا مخلوف، وله مباحث لاهوتية في عمل الرب في ستة أيام الخلق، وفي الفردوس الأرضي والخطية الأصلية والموت، ويمبوس الآباء والفردوس الأرضي وجهنم إلخ إلى غير ذلك، واستدعاه الكردينال فريدريك بوروماوس إلى مديولان؛ لتنظيم مكتبته الشهيرة بهذه المدينة، وتوفي المطران إسحق بجبيل سنة 1663، وكان مزوجا فماتت امرأته، ويقال: إن آل طربية في أطرابلس وجبة بشري من ذريته.
ومنهم أندراوس أخيجان بطريرك السريان الكاثوليكيين:
فهذا ولد بحلب من والدين يعقوبيين وتهذب ببعض العلوم، وجحد اليعقوبية، واعتنق المذهب الكاثوليكي بإرشاد البطريرك يوسف العاقوري، الذي أرسله إلى مدرسة الموارنة برومة للتخرج بالعلوم، وعاد إلى لبنان فرقاه البطريرك يوحنا الصفراوي إلى درجة الكهنوت، ثم إلى الأسقفية سنة 1656، وسيره إلى حلب مصحوبا بالقس إسطفانوس الدويهي (الذي صير بعد بطريركا)، فيسر الله لهما ارتداد كثيرين من اليعاقبة إلى الإيمان القويم، وسموا سريانا كاثوليكيين، ولما توفي أغناتيوس سمعان بطريرك اليعاقبة سنة 1659 انتخب هؤلاء الكاثوليكيون أندراوس بطريركا عليهم، ونال الفرمان من جلالة السلطان بواسطة قنصل إفرنسة بحلب المسمى فرنسيس بيكات، وأرسل سنة 1662 دستور إيمانه إلى الكرسي الرسولي، فثبته البابا إسكندر السابع سنة 1665، ورقي أخاه إلى أسقفية حلب على السريان وسمي ديوانيسيوس وزاد ملته الكاثوليكية عددا بجهاده وفضائله وعلمه، وتوفي سنة 1677 وفي رواية سنة 1678.
ومنهم بولس الزعيم ابن البطريرك مكاريوس المار ذكره:
وله تأليفان خاصة أحدهما دون به أخبار بطاركة الروم الكاثوليكيين منذ انتقالهم إلى دمشق إلى زمان والده، والثاني كتاب رحلة والده سنة 1652 إلى سنة 1655 إلى الأستانة وبلغاريا ورومانيا وروسيا، وعلق عليها مقدمة ذكر فيها سلسلة لبعض بطاركة الروم الأنطاكيين، جمعها من سلسلة كان والده قد وضعها، فاختصر وبدل وزاد على كلام والده بحسبما رأى، ولم نظفر بما ينبئنا بسنة وفاة بولس هذا.
ومنهم مرهج بن نيرون الباني الماروني:
فهذا ولد ببان إحدى قرى جبة بشري نحو سنة 1631، وأخذه خاله إبراهيم الحاقلي المار ذكره إلى مدرسة الموارنة برومة، فاقتبس بها العلوم حائزا قصبات السبق، فأقامه الكرسي الرسولي معلما للغة السريانية بمدرسة الحكمة الكلية برومة خلفا لخاله المذكور، ثم صير قانونيا في كنيسة القديس أوسطاتيوس هناك، من مؤلفاته كتابه في أصل الموارنة ودينهم واسمهم في اللاتينية، وقد طبع برومة سنة 1679 وله كتاب آخر باللاتينية سماه أفوبليا (أي: سلاح) الإيمان الكاثوليكي طبع برومة سنة 1694 جمع فيه من كتب السريان والكلدان القديمة البينات القاطعة على صحة المعتقد الكاثوليكي خلافا للبروتسطنت، وقد عني بتنقيح الأناجيل وسائر أسفار العهد الجديد بالسريانية والعربية، وطبعت تحت مناظرته برومة سنة 1702 وأضاف إليها مقدمة جزيلة الفائدة دالة على فقاهته، وطول باعه وغزارة اطلاعه وقد توفي سنة 1711.
الفصل الرابع
Unknown page