187

Al-Muḥtasib fī tabyīn wujūh shawādh al-qirāʾāt waʾl-īḍāḥ ʿanhā

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الکتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

وحسن على هذا إعادة «قال» لأمرين:
أحدهما طول الكلام، فلما تباعد آخره من أوله أعيدت «قال» لبعدها كما قد يجوز مع طول الكلام ما لا يجوز مع قصره.
والآخر: أنه انتقل من الدعاء لقوم إلى الدعاء على آخرين، فكأن ذلك أخذ فى كلام آخر، فاستؤنف معه لفظ القول، فجرى ذلك مجرى استئناف التصريع فى القصيدة إذا خرج من معنى إلى معنى. ولهذا ما يقول الشاعر فى نحو ذلك:
فدع ذا ولكن هل ترى ضوء بارق …
ويقول:
دع ذا وبهج حسبا مبهّجا
فإذا جاز أن يصرّع وهو فى أثناء المعنى الواحد نحو قوله:
ألا ناد فى آثارهن الغوانيا … سقين سماما ما لهن وماليا؟!
كان التصريع مع الانتقال من حال إلى حال أحرى بالجواز. فهذا أحد الوجهين.
وأما الآخر فهو أن يكون الفاعل فى «قال» ضمير اسم الله تعالى؛ أى: فأمتعه يا خالق، أو فأمتعه يا قادر أو يا مالك أو يا إله، يخاطب بذلك نفسه ﷿، فجرى هذا على ما تعتاده العرب من أمر الإنسان لنفسه، كقراءة من قرأ: قال أعلم أنّ الله على كلّ شئ قدير أى: أعلم يا إنسان وكقول الأعشى:

1 / 190