Muhawarat Aflatun
محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون
Genres
أحسب أن الرجل الذي قتله أبوك كان أحد أقربائك ، ولا شبهة في هذا؛ لأنه لو كان غريبا لما فكرت قط في اتهامه.
أوطيفرون :
يدهشني يا سقراط أن أراك تفرق بين القريب والغريب؛ إذ لا شك أن جرمك هو هو في كلتا الحالتين، إذا أنت ظاهرت القاتل عن عمد؛ حيث ينبغي عليك أن تبرئ نفسك وتبرئه بإقامة الدعوى عليه. فالسؤال الصحيح هو هل قتل القتيل عدلا؟ فإن كان قد قتل عدلا، فواجبك أن تدع الأمر جانبا، أما إذا كان ظلما فلا بد أن تشكو القاتل، حتى لو كان يساكنك تحت سقف واحد، ويطعم معك على مائدة واحدة. وقتيلنا هذا كان رجلا فقيرا يعتمد على معونتي، وكان يشتغل فلاحا في حقلنا في ناكسوس
Naxos .
3
وذات يوم أخذته نشوة الخمر فاعترك مع خادم بالمنزل وقتله، فكبله أبي يدا وقدما وقذف به في خندق، ثم أرسل إلى أثينا ليستفتي كاهنا عما يجب أن يفعل به. وكان في ذلك الحين لا يأبه له ولا يعنى به لأنه اعتبره قاتلا، وظن أن لن يقع ضرر جسيم حتى ولو أصابه الموت، وذلك بعينه ما حدث؛ فقد أثر فيه البرد والجوع والأغلال التي تكبله تأثيرا أدى إلى موته قبل عودة الرسول من لدن الكاهن، وأبي وأسرتي غاضبان مني لنيابتي عن القاتل في اتهام أبي زاعمين أنه لم يقتله، وأنه حتى لو فعل ذلك فما الميت إلا قاتل، وما ينبغي لي أن أأبه له؛ لأن ابنا يتهم أباه فهو فاجر؛ ذلك يدل يا سقراط على مبلغ علمهم الضئيل برأي الآلهة في التقوى والفجور.
سقراط :
يا لله يا أوطيفرون! وهل بلغ علمك بالدين وبالتقوى وبالفجور مبلغ الدقة العظيمة بحيث لو سلمنا أن الظروف كانت كما تروى، فلا تخشى أنك أنت كذلك قد ترتكب شيئا من الفجور في إقامة الدعوى على أبيك؟
أوطيفرون :
إن أفضل ما في أوطيفرون، وهو ما يميزه يا سقراط من سائر الناس، هو دقة علمه بمثل هذه المسائل جميعا، وهل تراني أصلح لشيء لو سلبتني ذلك العلم؟
Unknown page