Muharribu Kutub Tumbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
غادر القاضي تمبكتو في منتصف شهر سبتمبر، بعد أن نقل المجموعة، التي تبلغ نحو 24 ألف وثيقة، بأكملها من المبنى القديم. •••
كانت العملية قد أجريت في سرية كبيرة، لكن معيجا شعر بأنه يتعين عليه الآن أن يخبر بعضا من زملائه بما قد تم. أحد هؤلاء الأشخاص كان عبد الله سيسيه، أكبر موظفي المعهد الذين بقوا في تمبكتو. عندما كان معيجا قد تولى منصبه الجديد، كان قد عهد بالمخطوطات إلى سيسيه، وطلب منه أن يتأكد من ألا ينقل أي شيء. بعد يومين من اكتمال عملية الإجلاء اتصل به معيجا ليخبره أن المجموعة التي كانت في شارع شيمنيتز قد نقلت بكاملها إلى باماكو. تذكر معيجا: «كنا قد أجلينا كل المخطوطات التي كانت في المبنى القديم تحت ناظريه، ولم يكن حتى على علم بذلك!»
أيضا كان على معيجا أن يبلغ الموظفين العموميين في وزارة التعليم العالي، التي كانت تتولى مسئولية الإشراف على معهد أحمد بابا. في نهاية الأمر، لم يكن قد مر على وجوده في الوظيفة إلا خمسة شهور، وكان الآن هو وحيدرة قد نقلا سرا الجزء الأكبر من المجموعة التابعة للدولة مسافة ستمائة ميل إلى الجنوب الغربي، إلى مكتبه الجديد في كالابان كورا.
قرر أن يقيم حفل استقبال مفاجئ، وصفه حيدرة بأنه «حفل كوكتيل صغير»، ودعا مجموعة منتقاة من الوزارة، تشمل المستشار الفني المسئول مسئولية خاصة عن معهد أحمد بابا، إدريسا دياكيتي، وعددا قليلا من معاونيه. لم يوجه الدعوة إلى الوزير؛ لأنه لم يرغب في أن يكون الحفل حدثا رفيع المستوى؛ إذ كانوا لا يزالون بحاجة إلى إبقاء عملياتهم سرية.
أدخل رجال الوزارة غرفة مملؤة بأنواع الخزائن الفولاذية التي كانت تستخدم لشحن الأغراض في كل أنحاء مالي. تذكر حيدرة: «كان من الواضح أنهم لم يكونوا يعرفون على الإطلاق أننا كنا قد بدأنا شيئا ما.» عندما فتح معيجا الصناديق، تراجع الرجال مذهولين. تذكر معيجا: «قالوا: «ماذا! ما هذا؟»» ثم أضاف: «كان وقع المفاجأة عليهم كبيرا جدا، كبيرا جدا.»
منذ اعتداء الجهاديين على أضرحة أولياء تمبكتو، كان الوزراء يخشون أن يحدث شيء مماثل لتراث المدينة المكتوب. قال دياكيتي: «كنا نشعر بالقلق من أن يقع هجوم على المخطوطات»، لذا عندما فتحت الخزائن ورأى ما قد أنجز، ارتأى أنه أمر «رائع»، وجهد «محمود.» انهمرت الأسئلة. كيف تمكنوا من إمرارها عبر كل نقاط التفتيش؟ كيف حتى واتتهم فكرة تهريبها جنوبا؟ لم يعترض دياكيتي على قرار إبقاء العملية سرية. قال: «كان من الضروري أن يكون هذا الأمر سريا؛ لذا لم يبلغوا السلطات المسئولة.» في نفس الوقت، وجد فكرة وجود المخطوطات مؤقتا في خزائن «مخيفة»، وعرف أنه كان لا يزال ثمة الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه. قال: «كان يتعين علينا أن نجد وسيلة لمنعها من أن تكون كلها متركزة في نفس المكان؛ لأن ذلك كان أيضا يمثل خطرا على المخطوطات.» كان جو باماكو الرطب يمثل أيضا تهديدا. وأردف: «كان يتعين علينا أن نحسن الظروف التي كانت مودعة فيها. كان ثمة الكثير من علامات الاستفهام.»
ومع ذلك، إجمالا، كان رجال الوزارة في غاية السعادة. تحدثوا عن تقديم ميداليات إلى معيجا وحيدرة. قال حيدرة: «لا، لا، لا.» إذن، ما الأمر الآخر الذي يمكنهم فعله من أجله؟
قال حيدرة: «إن المخطوطات بحوزتنا، ولكن ما أطلبه منكم هو أنه يجب ألا تتحدثوا بشأن الأمر؛ لأن مخطوطاتنا ما زالت هناك.» كان يشير إلى المجموعات الخاصة، التي كانت تشكل، على حد قوله، 85 بالمائة من العدد الكلي للوثائق في المدينة. وتلك كانت لا تزال في خطر. قال: «سرعان ما سنبدأ إجلاءها.» ثم أردف: «إن الأمر لم ينته بعد. لذا أفضل هدية يمكنكم تقديمها لي ألا تتكلموا عن الأمر.»
ووافقه رجال الحكومة على ذلك. •••
كان ثمة عاقبتان غريبتان فيما يتعلق بعملية تهريب مخطوطات معهد أحمد بابا جنوبا. كانت الأولى أن معيجا دعي إلى مكتب وزير التعليم العالي، الذي وبخه على ما فعله. سأله الوزير: «من الذي أعطاك الأمر بنقل المخطوطات؟» أوضح له معيجا أنه في الأوقات التي كانوا يمرون بها كان قد قرر ألا ينتظر موافقة من أحد، وعندئذ قال له الوزير بفظاظة إنه يجب إطلاعه على أي شيء كان يحدث ثم صرفه.
Unknown page