Muhammad in the Holy Scriptures
محمد ﵌ في الكتب المقدسة
Publisher
مركز التنوير الإسلامي للخدمات المعرفية والنشر بالقاهرة
Edition Number
الأولى-١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٦ م
Genres
شبهة: قد يصرّ النصراني على أن يلزم قوله البذاذة، فيظهر الفجاجة، ويغرق في اللجاجة، مرسلا أقوالا لا خطام لها ولا زمام، قائلا معترضا، ساخطا ممتعضا:
كيف تزعمون أنّ التوراة والإنجيل قد أنبآ ببعثة محمد ﷺ ..
ومع ذلك ها نحن نقرأ هذه الأسفار الكثيرة الصفحات فلا نرى أي ذكر صريح لنبيّكم؟!!
الرد: ردنا على هذا المكابر الذي لم يجعل الحقّ بغيته، وإنما جعل الحفاظ على الموروث من آبائه وأجداده مسلكه وديدنه، ولو كان هذا الموروث مكشوف السوأة ظاهر الفساد، أنّ ما ادّعاه حجة عليه وعلى طائفته الثالوثية، إذ أنّه وهي يزعمان أنّ العهد القديم فيه مئات، بل آلاف النبوءات المبشرة بالمسيح ابن مريم ﵉، ومع ذلك لا نجد بين هذه النبوءات المزعومة" نبوءة" واحدة جاء فيها أنّ اسم المسيح الآتي هو" يسوع" أو" عيسى".
وإذا تجوّزنا، في المقابل، القول بأنّ التوراة الحالية لم تصرّح باسم نبي الإسلام ﷺ، فليس في ذلك ضير ولم يعدم المسلمون الخير، إذ أنّ هذه التوراة المتداولة لم تكتب بالعبرية المعروفة في زمن موسى ﵇، وإنما كتبت بهذه الصيغة بعد قرون من وفاة كليم الله ﵇، في زمن عزرا الذي جمع الروايات الشفوية ووضعها في الأسفار الحالية، وبسبب هذا الأمر فقد ضاعت أو اختلطت على النساخ والنقاد الكثير من اسماء الأعلام الأصلية، ولا يبعد، من باب التنزّل، أن يحرّف الاسم الشريف أو يصحّف، مع بقاء أثارة
من بشارات الأنبياء الأول تخبر عن الصفات والعلامات الخاصة بنبي آخر الزمان ﷺ.
ونضيف، انّ القول بأنّ التوراة والإنجيل لم يخبرا باسم نبي الإسلام ﷺ لا يعدو كونه دعوى بل حجة.. وعلى كلّ حال فإننا نقول لهذا النصراني: إنّ
1 / 43