Muhammad Cali Jannah
القائد الأعظم محمد علي جناح
Genres
وفي سنة 1906 أخذت بريطانيا العظمى تفكر في توسيع نصيب الهنود من الحكومة الذاتية.
وفي هذه السنة اجتمع في «دكا» زعماء المسلمين لإنشاء العصبة الإسلامية.
وفي سنة 1908 - بعد سنتين من إنشاء العصبة - توجه وفد من زعماء المسلمين إلى اللورد منتو - حاكم الهند - يطلبون منه وضع قواعد للانتخاب تكفل تمثيل المسلمين في المجالس النيابية التي تشترك في الحكومة الذاتية، وإن كان اشتراكا في حدود الشورى وإبداء الآراء لا يتجاوزهما إلى حدود الإبرام والتنفيذ والحكومة الفعلية.
لم يكن جناح من مؤسسي العصبة، ولم يكن كذلك من أعضاء الوفد الذي عرض مطالب المسلمين على الحاكم العام.
ولا يفهم من هذا أنه كان يقاطع الحركة الإسلامية ويجهل دواعيها، وإنما يفهم منه أنه كان إلى ذلك الحين يعتقد أن المؤتمر أداة صالحة لخدمة الهنود جميعا من مسلمين وبرهميين، وظل على هذا الاعتقاد بعد إنشاء العصبة بسبع سنوات.
ولما أيقن أن وجود العصبة لازم لرعاية المصالح الإسلامية، وقبل الانضمام إليها طلب من شاهديه أن يقررا في كتاب ترشيحه أن رعاية هذه المصالح لا تعني بحال من الأحوال نقض الولاء للقضية القومية الكبرى التي وقف عليها حياته.
وفي سنة 1914 كان هو رئيس البعثة الهندية التي قصدت لندن لشرح القضية الهندية، وتوضيح المطالب التي ينتظر أهل الهند تحقيقها بعد نهاية الحرب العظمى.
وفي سنة 1916 كان هو رئيس اللجنة التي تألفت للاحتفال بمقدم غاندي من إفريقية الجنوبية، وكان رئيسا لفرع من أكبر فروع العصبة المؤلفة لتوسيع حقوق الحكم الذاتي، وهو فرع بومباي.
ويمكن أن يقال: إن وفاة الزعيم البرهمي جوكهيل في سنة 1915 كانت هي مفترق الطريق بينه وبين سياسة العمل الموحد في القضية الهندية، وأول الطريق الذي التقى فيه بقضية الباكستان وأصبحت قضيتها فيه هي قضية قائدها الأعظم بغير افتراق.
كان جوكهيل رجلا نادرا في نبله وحكمته وسماحة عقله، وكانت قدرته على فهم موقف قومه وغير قومه هي الهبة الزعامية الكبرى التي انفرد بها، أو كاد أن ينفرد بها بين زعماء البرهميين.
Unknown page